سوسنة بنت المهجر ::: المدير العام :::
عدد المساهمات : 3546 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 64
بطاقة الشخصية خاص:
| موضوع: رسائل دعوية رااائعة رائعة جدا / طوبى لمن كان للخير مفتاحاً الجمعة أبريل 17, 2015 1:48 pm | |
| رسائل دعوية رااائعة
طوبى لمن كان للخير مفتاحاً
أَمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: في كُلِّ يَومٍ، بَل في كُلِّ سَاعَةٍ وَلَحظَةٍ، يَفقِدُ النَّاسُ قَرِيبًا أَو حَبِيبًا، وَيُشَيِّعُونَ جَارًا أَو صَدِيقًا، وَتَرَاهُم يَبكُونَ عَلَيهِ أَيَّامًا وَيَحزَنُونَ، ثم مَا يَلبَثُونَ أَن يَنسَوا ذَلِكُمُ المَيِّتَ، وَيَطوُوا صَفحَتَهُ وَلا يَذكُرُوهُ، وَمَعَ هَذَا فَإِنَّ ثَمَّةَ أُنَاسًا تَمُرُّ السَّنَوَاتُ عَلَى مَوتِهِم، ثم مَا تَزَالُ القُلُوبُ تَكتَوي بِحَرَارَةِ فَقدِهِم، وَالأَفئِدَةُ تَذُوقُ مَرَارَةَ رَحِيلِهِم، وَالأَعيُنُ تَذرِفُ الدَّمَعَ كُلَّمَا ذُكِرَت أَسمَاؤُهُم، فَلِمَاذَا يَكُونُ هَذَا وَذَاكَ؟! يَكُونُ هَذَا وَذَاكَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ لأَنَّ القِيمَةَ الحَقِيقِيَّةَ لِكُلِّ إِنسَانٍ، تُقَدَّرُ بِعِظَمِ الثَّغرِ الَّذِي كَانَ يَسُدُّهُ، وَذِكرَاهُ تَمتَدُّ مِن بَعدِهِ بِطُولِ مَا خَلَّفَهُ لِلنَّاسِ مِن نَفعٍ، وَالنَّاسُ في ذَلِكَ يَتَفَاوَتُونَ تَفَاوُتًا عَظِيمًا، حتى لَكَأَنَّمَا هُم مَخلُوقُونَ مِن عَنَاصِرَ شَتًّى، وَلَيسُوا لأَبٍ وَاحِدٍ وَأُمٍّ وَاحِدَةٍ، فَإِنسَانٌ يَكُونُ فَقدُهُ رَزِيَّةً عَلَى أُمَّةٍ بِأَكمَلِهَا، وَآخَرُ يُصَابُ بِهِ بَلَدٌ وَمُجتَمَعٌ، بَينَمَا لا يَتَجَاوَزُ الحُزنُ عَلَى بَعضِ الأَشخَاصِ بَيتَهُ وَأُسرَتَهُ، بَل وَثَمَّةَ مَن قَد يُفرَحُ بِمَوتِهِ وَتُسَرُّ الأَنفُسُ بِفِرَاقِهِ.
لَعَمرُكَ مَا الرَّزِيَّةُ فَقدُ مَالٍ وَلا شَاةٌ تَمُوتُ وَلا بَعِيرُ وَلَكِنَّ الرَّزِيَّةَ فَقدُ شَهمٍ يَمُوتُ بِمَوتِهِ خَلقٌ كَثِيرُ
إِنَّ في الأُمَّةِ عُلَمَاءَ تَحيَا بهمُ القُلُوبُ، وَتُنَارُ بِسِيَرِهِمُ الدُّرُوبُ، وَتُهدَى بِعِلمِهِمُ النُّفُوسُ، وَيُفَرَّقُ بِرَأيِهِم بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَفِيهَا عُبَّادٌ مُتَبَتِّلُونَ، وَزُهَّادٌ مُتَّقُونَ، يُقتَدَى بهم وَيُؤخَذُ عَنهُم، وَيَجِدُ النَّاسُ فِيهِمُ الأُسوَةَ الحَسَنَةَ وَيَأنَسُونَ بهم، وَفي الأُمَّةِ أَجوَادٌ مُحسِنُونَ، وَأَسخِيَاءُ مُنفِقُونَ، يَبحَثُونَ عَنِ الخَيرِ في مَظَانِّهِ وَمَوَاطِنِهِ، وَيُقَدِّمُونَ مِمَّا أَعطَاهُمُ اللهُ وَيُضَحُّونُ، وَيَبذُلُونَ في كُلِّ سَبِيلٍ تُرضِيهِ وَيُؤثِرُونَ، وَفِيهَا دُعَاةٌ مُصلِحُونَ، وَآمِرُونَ بِالمَعرُوفِ مُخلِصُونَ، وَنَاهُونَ عَنِ المُنكَرِ مُحتَسِبُونَ، وَفي الأُمَّةِ في المُقَابِلِ مَن يُقَلِّبُ كَفَّيهِ، أَو يَنظُرُ زَهوًا في عِطفَيهِ، أَو يُقَدِّمُ رِجلاً وَيُؤَخِّرُ أُخرَى، أَو يُقَطِّعُ عُمُرَهُ بِالأَمَانيِّ وَالرَّجَاءِ وَالشَّكوَى، لا يُرجَى خَيرُهُ وَلا يُؤمَنُ شَرُّهُ.
أَجَلْ أَيُّهَا المُسلِمُونَ إِنَّ في الأُمَّةِ رِجَالاً مُبَارَكِينَ أَينَمَا كَانُوا، إِن دُعُوا إِلى خَيرٍ أَجَابُوا، وَإِن سُئِلُوا فَضلاً أَعطَوا، يَمنَحُونَ العِلمَ لِطَالِبِهِ، وَيَجُودُونَ بِالمَالِ لِسَائِلِهِ، يَبذُلُونَ الشَّفَاعَةَ الحَسَنَةَ وَلا يَبخَلُونَ بِالجَاهِ، وَيُقَدِّمُونَ الرَّأيَ وَلا يَمنَعُونَ المَشُورَةَ، وَلا يَتَوانَونَ وَلا يَتَرَدَّدُونَ، في تَقدِيمِ مَا يَملِكُونَ مِن نَفعٍ لِغَيرِهِم، وَفي المُقَابِلِ أَيُّهَا المُسلِمُونَ فَإِنَّ في الأُمَّةِ مَن هُوَ بَخِيلٌ شَحِيحٌ لَئِيمٌ، مَنَّاعٌ لِلخَيرِ مُعتَدٍ أَثِيمٌ، مَقبُوضُ الكَفِّ عَنِ العَطَاءِ، مَصرُوفُ الهِمَّةِ عَنِ المَكَارِمِ، رِعدِيدٌ خَوَّارٌ جَبَانٌ، جَامِعٌ لِلمَالِ مَانِعٌ لِلخَيرِ، يُندَبُ لِلخَيرِ فَلا يَنتَدِبُ لَهُ، وَيُدعَى لِلبِرِّ فَلا تَسخُو بِهِ نَفسُهُ، لَيسَ فِيهِ حَمِيَّةٌ لِدِينٍ، وَلا غَضَبٌ لانتِهَاكِ حُرمَةٍ، وَلا غَيرَةٌ عَلَى عِرضٍ، وَلا رَحمَةٌ لِمِسكِينٍ، إِن طُلِبَ مِنهُ مَالٌ قَالَ: لا أَجِدُ، وَإِن رُجِيَت مُسَاعَدَتُهُ قَالَ: لا أَستَطِيعُ، وَإِنِ ابتُغِيَ مِنهُ رَأيٌ قَالَ: لَيسَ عِندِي وَقتٌ. فَأَمَّا الأَوَّلُونَ البَاذِلُونَ، فَيَظَلُّ أَحَدُهُم حَيًّا وَإِن طَالَ في بَطنِ الأَرضِ مُقَامُهُ، وَيُذكَرُ اسمُهُ وَإِن غَابَ عَنِ الأَعيُنِ جِسمُهُ، وَأَمَّا الآخَرُونَ البَاخِلُونَ، فَمَا أَحَدُهُم إِلاَّ كَسَقطِ المَتَاعِ وَحَقِيرِهِ، إِنْ حَضَرَ لم يُعرَفْ، وَإِنْ مَاتَ لم يُفقَدْ، وَإِنْ ذُكِرَ لم يُمدَحْ، بِلْ يَذهَبُ فَلا يُؤبَهُ بِهِ، وَيَمُوتُ ذِكرُهُ قَبلَ مَوتِ جَسَدِهِ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: لَقَد جَادَ نَبِيُّكُم وَإِمَامُكُم بِعُمُرِهِ المُبَارَكِ لأُمَّتِهِ، حَتى إِنَّهُ مَا كَادَ يَبلُغُ السِّتِّينَ مِن عُمُرِهِ الشَّرِيفِ، إِلاَّ كَانَ مُعظَمُ صَلاتِهِ في اللَّيلِ جَالِسًا، وَذَلِكَ بَعدَ أَن حَطَمَهُ النَّاسُ وَتَزَاحَمُوا عَلَيهِ، وَجَعَلَ يَقضِي مُعظَمَ وَقتِهِ لِنَفعِهِم، يَذهَبُ مَعَهُم وَيَأتي، وَيَصحَبُهُم حَاجًّا وَمُعتَمِرًا وَمُجَاهِدًا، وَيُصَلِّي بهم وَيُعَلِّمُهُم، يَرَونَهُ في المَسجِدِ وَالسُّوقِ، وَيَحضُرُ مَعَهُم في المَقبَرَةِ، يَجِدُونَهُ في السِّلمِ وَالأَمنِ وَأَيَّامِ السُّرُورٍ، وَلا يَفقِدُونَهُ في الحَربِ وَالخَوفِ وَلا سَاعَاتِ الحُزنِ، وَعَلى نَهجِهِ سَارَ أَصحَابُهُ وَأَتبَاعُهُ في القُرُونِ المُفَضَّلَةِ، مِمَّنِ اتَّصَفُوا بِالصِّفَاتِ النَّبِيلَةِ، وَكَانَت لهم الأَعمَالُ الجَلِيلَةُ، فَجَاهَدُوا وَبَذَلُوا، وَدَعَوا وَصَبَرُوا، وَصَدَعُوا بِالحَقِّ وَمَا ضَعُفُوا، وَسَخَّرُوا لِخِدمَةِ دِينِهِم كُلَّ مَا مَلَكُوا، خَضَّبُوا الخُدُودَ بِدِمُوعِ الخُشُوعِ، وَجَرَت عَلَى نُحُورِهِم دِمَاءُ الشَّجَاعَةِ وَالإِقدَامِ، وَلم تَزَلِ الرَّايَةُ بَعدَهُم تُرفَعُ حِينًا بَعدَ حِينٍ، كُلَّمَا مَاتَ إِمَامٌ خَلَفَهُ آخَرُ، فَظَفِرَتِ الأُمَّةُ في كُلِّ عَصرٍ وَمِصرٍ، بِأَئِمَّةٍ مُبَارَكِينَ وَعُلَمَاءَ مُوَفَّقِينَ، وَمُجَاهِدِينَ مُسَدَّدِينَ وَأَجوَادٍ مُنفِقِينَ، كَانُوا مَفَاتِيحَ لِلخَيرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، سَبَّاقِينَ لِلفَضلِ مُبَادِرِينَ بِالبِرِّ، حَتى إِذَا وَصَلَ النَّاسُ إِلى أَعقَابِ الزَّمَنِ وَمُتَأَخِّرِ الوَقتِ، كَثُرَ فِيهِم مَغَالِيقُ الخَيرِ مَفَاتِيحُ الشَّرِّ، الَّذِينَ لا يُذكَرُ لأَحَدِهِم سَبِيلُ خَيرٍ وَلا يُفتَحُ لَهُ بَابُ بِرٍّ، إِلاَّ تَقَاعَسَ وَتَبَاطَأَ وَتَرَاخَى، وَلا تُتَاحُ لَهُ فُرصَةٌ لإِظهَارِ الشَرِّ وَالتَّمَدُّحِ بِالبَاطِلِ، إِلاَّ اشرَأَبَّ لها وَانتَعَشَ، وَتَمَادَى فِيهَا وَانتَفَشَ، وَتَاللهِ مَا كَانَ الأَوَّلُونَ، بِأَكثَرَ مَالاً وَلا أَوفَرَ آلَةً مِنَ المُتَأَخِّرِينَ، وَلَكِنَّ كُلاًّ مِنهُم جَعَلَهُ اللهُ حَيثُ جَعَلَ نَفسَهُ، فَالأَوَّلُونَ جَعَلُوا مِن أَنفُسِهِم مَفَاتِيحَ لِلخَيرِ، فَأَعطَوا وَاتَّقَوا، وَسَاهَمُوا بِنَفعِ عِبَادِ اللهِ بِكُلِّ مَا أَمكَنَهُم، مِن مَالٍ وَعِلمٍ وَعَقلٍ وَقَولٍ وَجَاهٍ وَقُوَّةٍ، فَيَسَّرَهُم اللهُ لِليُسرَى، وَوَسَّعَ لهمُ آفَاقَ الخَيرِ، وَفَتَحَ لهم مَجَالاتِ البِرِّ، وحَبَّبَهُم إِلى عِبَادِهِ، فَأَثنَوا عَلَيهِم وَشَكَرُوهُم، وَدَعَوا لهم وَذَكَرُوهُم، بِخِلافِ كَثِيرٍ مِنَ المُتَأَخِّرِينَ، مِمَّن جَعَلُوا أَنفُسَهُم مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ، فَجَمَعُوا وَمَنَعُوا، وَبَخِلُوا وَاستَغنَوا، وَكَذَّبُوا بِالحُسنى وَتَوَلَّوا، فَيُسِّرُوا لِلعُسرَى وَضَاقَت نُفُوسُهُم، وَلم تَنشَرِحْ صُدُورُهُم، وَهَكَذَا أَيُّهَا المُسلِمُونَ فَإِنَّهُ مَا أَرَادَ عَبدٌ لِنَفسِهِ الخَيرَ وَتَصَدَّى لأَعمَالِ الخَيرِ، وَبَذَلَ نَفسَهُ وَوَقتَهُ وَمَالَهُ في ذَاتِ اللهِ، إِلاَّ أُعِينَ وَسُدِّدَ وَوُفِّقَ، وَتَيَسَّرَ لَهُ كُلُّ عَسِيرٍ وَانفَتَحَ لَهُ كُلُّ مُغلَقٍ، وَرُزِقَ مِنَ العِلمِ وَالحِلمِ وَالصَّبرِ، مَا لم يَكُنْ يَستَطِيعُهُ مِن قَبلُ، وَلا أَعرَضَ مَخذُولٌ عَن رَبِّهِ وَصَدَّ وَثَنى صَدرَهُ، إِلاَّ أَعرَضَ اللهُ عَنهُ وَزَادَهُ خِذلانًا وَضِيقًا وَعُسرًا، عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ المَعُونَةَ تَأتي مِنَ اللهِ عَلَى قَدرِ المَؤُونَةِ، وَإِنَّ الصَّبرَ يَأتي مِنَ اللهِ عَلَى قَدرِ البَلاءِ " رَوَاهُ البَزَّارُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ. وَعَنهُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ البَخِيلِ وَالمُنفِقِ، كَمَثَلِ رَجُلَينِ عَلَيهِمَا جُنَّتَانِ مِن حَدِيدٍ مِن ثُدِيِّهِمَا إِلى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا المُنفِقُ فَلا يُنفِقُ إِلاَّ سَبَغَت أَو وَفَرَت عَلَى جِلدِهِ حَتى تُخفِيَ بَنَانَهُ وَتَعفُوَ أَثرَهُ، وَأَمَّا البَخِيلُ، فَلا يُرِيدُ أَن يُنفِقَ شَيئًا إِلاَّ لَزِمَت كُلُّ حَلَقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا فَلا تَتَّسِعُ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ، أَلا فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ فَإِنَّكُم وَاجِدُونَ في هَذَهِ الدُّنيَا فُرَصًا لِلخَيرِ فَلا تُضِيعُوهَا، وَمُتَعَرِّضُونَ لِفِتَنٍ فَلا تَغشَوهَا، وَكُونُوا مَفَاتِيحَ لِلخَيرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَلا تَكُونُوا مَغَالِيقَ لِلخَيرِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ، فَقَد قَالَ نَبِيُّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلخَيرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلخَيرِ، فَطُوبى لِمَن جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيرِ عَلَى يَدَيهِ، وَوَيلٌ لِمَن جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيهِ " رَوَاهُ ابنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الأَلبانيُّ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ فَوَاتِحَ الخَيرِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ، وَالدَّرَجَاتِ العُلى مِنَ الجَنَّةِ.
أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ، وَاعلَمُوا أَنَّ الخَيرَ مَرضَاةُ اللهِ، وَالشَّرَّ سَخَطُهُ، وَإِذَا رَضِيَ سُبحَانَهُ عَن عَبدٍ جَعَلَهُ مِفتَاحًا لِلخَيرِ، إِن رُئِيَ ذُكِرَ الخَيرُ بِرُؤيَتِهِ، وَإِن حَضَرَ حَضَرَ الخَيرُ مَعَهُ، لا يَعمَلُ إِلاَّ الخَيرَ، وَلا يَنطِقُ إِلاَّ بِالخَيرِ، بَلْ وَلا يُفَكِّرُ إِلا في الخَيرِ وَلا يُضمِرُ إِلاَّ خَيرًا، فَالنَّاسُ مِنهُ في أَمَانٍ، وَهُوَ في رَاحَةٍ وَصَفَاءِ نَفَسٍ وَاطمِئنَانٍ، فَطُوبى لَهُ! وَأَمَّا الآخَرُ فَنَعُوذُ بِاللهِ مِن حَالِهِ، لا يَنطِقُ إلا بِشَرٍّ وَلا يَعمَلُ إِلاَّ شَرًّا، وَلا يُفَكِّرُ إِلاَّ في شَرٍّ وَلا يُضمِرُ إِلاَّ شَرًّا، فَهُوَ مِفتَاحُ شَرٍّ فَوَيلٌ لَهُ! أَلا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَكُونُوا عَلَى الخَيرِ أَعوَانًا، إِن أَحسَنَ النَّاسُ فَأَحسِنُوا، وَإِن دَعَوكُم لِلخَيرِ فَأَجِيبُوا، وَإِن أَسَاؤُوا فَاجتَنِبُوا إِسَاءَتَهُم وَانصَحُوهُم، وَإِذَا وَجَدتُم مَشرُوعَ بِرٍّ أَو بَرنَامَجَ مَعرُوفٍ أَو سَبِيلَ إِحسَانٍ، فَسَارِعُوا وَسَابِقُوا وَنَافِسُوا، وَلْيَكُنْ لِسَانُ حَالِ أَحَدِكُم كَمَا قَالَ نَبيُّ اللهِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84] وَحَذَارِ حَذَارِ مِن أَن يَترُكَ أَحَدُكُم المُسَاهَمَةَ في الخَيرِ، ثم يَصُدَّ النَّاسَ عَنهُ وَيُنَفِّرَهُم مِنهُ، فَإِنَّهُ يَكفِي المَرءَ مِنَ الشَّرِّ أَن يَجمَعَ بَينَ إِطَالَةِ اللِّسَانِ وَتَقصِيرِ الإِحسَانِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " أَنسَابُكُم هَذِهِ لَيسَت بِمَسَبَّةٍ عَلَى أَحَدٍ، كُلُّكُم بَنُو آدَمَ طَفُّ الصَّاعِ بِالصَّاعِ لم تَملَؤُوهُ، لَيسَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضلٌ إِلاَّ بِدِينٍ وَتَقوَى، كَفَى بِالرَّجُلِ أَن يَكُونَ بَذِيًّا فَاحِشًا بَخِيلاً " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. أَلا فَرَحِمَ اللهُ امرَأً وَجَدَ خَيرًا فَدَعَمَهُ وَشَجَّعَهُ، أَو كَفَّ عَن شَرٍّ وَمَنَعَهُ " وَمَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيرًا أَو لِيَصمُتْ ".
طوبى لجَنَّاتِ الخُلود
وأقولُ للأحرارِ في بَلدي الكَريمِ وفي مَلاذِ العُربِ في بلدِ الإباءِ، وكلِّ أقطارِ الشَّآمِ جَنوبِهِ، وشِمالِهِ، والشَّرقِ.. حتى السَّاحلِ الغربيِّ: يا أبناءَ أبناءِ الأُباةِ الفاتحينْ هُبُّوا فهذا مَوعدُ النَّصرِ المُبينْ هبُّوا فقد آن الآوانُ ليَصحوَ العِملاقُ هذا ماردُ العُرْبِ الكِرامْ آن الأوانُ لكي يَنالَ الصَّقْرُ من ذاكَ الذي في غَفوةٍ منهُ انبرى ليَعيثَ في الأرضِ الفَسادْ إني لألثِمُ كلَّ جُرحٍ فاحَ منهُ دَمُ الإباءْ وعلى خُطى النَّصرِ الأبيِّ يَهيجُ فيه مُضَمَّخاً بالمسكِ يَنشُرُهُ الهواءْ هو ذلكَ الجُرحُ المقدَّسُ والدَّمُ المِقدامُ ثارَ يُطَهِّرُ الأرضَ الأبيةَ من بقايا البَغيِ من دَنَسِ الطُّغاهْ آن الآوانُ لكي تَهُبَّ الأُسدُ من آكامِها ويُحلِّقَ البازيُّ في شَرَفٍ ويَشمَخَ كلُّ صَقرٍ في سَماءِ المَجدِ فوقَ رُبوعكِ الغرَّاءِ يا أرضَ الشآمْ يا موطنَ الصِّيدِ الأباةِ ومَرتعَ الأبطالِ، يا مَهدَ الدُّعاهْ يا ساحةَ الهِمَمِ التي طالَتْ بصِدقِ شُموخِها وسَرَتْ بفضلِ شُيوخِها ومَضَتْ بهَديِ طَريقِها لتَطالَ أعنانَ السَّماءْ هذا هوَ اليومُ الأغرُّ فَعُنفوانِ المَجدِ مَلحمةٌ يُصاغُ نَشيدُها بدمِ الشَّهيدِ، دَمِ الفداءْ نَصرٌ يُعيدُ كَرامةَ الإنسانِ أو فهِيَ الشهادةُ .. إنها الفوزُ الكبيرْ. نصرٌ وكَيدٌ للطُّغاةِ، وفيهِ مَرضاةُ الإلهِ وفيهِ جَناتُ الخُلودْ طوبى لجنَّاتِ الخُلودْ.
تَتَغَيَّرُ الدُّنْيَا.. وَلا تَتَغَيَّرُ وَمَدَى الزَّمَانِ تَجِيءُ، لا تَتَأَخَّرُ فِي كُلِّ عَامٍ أَنْتَ أَكْرَمُ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ لَكِنَّنَا.. وَالظُّلْمُ يَفْتَرِشُ الرُّبَى وَنُفُوسُنَا مِمَّا تَرَى تَتَحَسَّرُ لَمْ نَدْرِ كَيْفَ إِلَى التَّسَامِي نَهْتَدِي وَالأَقْوِيَاءُ عَلَى الضِّعَافِ تَجَبَّرُوا * * * رَمَضَانُ.. يَا شَهْرَ التَّحَرُّرِ، لَيْتَنَا مِنْ جَاهِلِيَّةِ فِكْرِنَا نَتَحَرَّرُ رَمَضَانُ تَأْتِي وَاللَّظَى يَغْتَالُنَا وَالحُبُّ فِي جَنَبَاتِنَا يَتَكَسَّرُ وَالظُّلْمُ يَفْتِكُ بِالأَحِبَّةِ، وَالمَدَى مِمَّا يَرَاهُ، عَلَى المَدَى يَتَفَجَّرُ وَالجُوعُ يَفْتَرِسُ العِبَادَ، فَتَرْتَمِي كُتَلاً مَوَاكِبُهُمْ، هُنَا تَتَضَوَّرُ وَخَزَائِنُ الأَمْوَالِ خَلْفَ سُدُودِهَا بِضَرَاوَةِ الحِرْمَانِ.. لا تَتَأَثَّرُ * * * حَتَّامَ يَا رَمَضَانُ يَصْرُخُ جَائِعٌ وَيَئِنُّ ظَمْآنٌ .. وَيَسْقُطُ مُعْسِرُ؟ الصَّوْمُ فِيكَ فَرِيضَةٌ، وَلِحِكْمَةٍ شُرِعَ الصِّيَامُ لِعَالَمٍ يَتَدَبَّرُ لَكِنَّنَا.. وَالنَّفْسُ مَالَ بِهَا الهَوَى نَعْدُو .. وَلَكِنَّ الخُطَى تَتَقَهْقَرُ فَإِلَى مَتَى هَذَا الضَّلالُ وَعَالَمِي رَغْمَ الغَوَايَةِ بِالهِدَايَةِ أَجْدَرُ؟ رَمَضَانُ يَا أَمَلَ السَّمَاءِ لأُمَّةٍ بِكَ لَمْ تَزَلْ عَبْرَ المَدَى تَسْتَبْشِرُ ثَبِّتْ عَلَى التَّقْوَى قُلُوبَ أَحِبَّتِي وَامْنَحْ هُدَاكَ لِعَالَمٍ يَتَدَهْوَرُ وَاهْدِ الهُدَاةَ إِلَى مَرَافِئِ دِينِهِمْ وَاحْفَظْ خُطَاهُمْ فِي الطَّرِيقِ لِيَعْبُرُوا وَاحْمِلْ إِلَى مَلأِ السَّمَاءِ تَحِيَّةً مِنْ أُمَّةٍ بِصِيَامِهَا تَتَطَهَّرُ مَا زِلْتَ يَا رَمَضَانُ أَكْرَمَ زَائِرٍ لِلأَرْضِ، تَهْدِي مَنْ بِهَا يَتَعَثَّرُ وَلَسَوْفَ تَبْقَى فَرْحَةً أَبَدِيَّةً لَيْسَتْ تُمَلُّ، وَإِنْ تَكُنْ تَتَكَرَّرُ
صيام الجوارح صيام لا ينتهي
هذه رسالة مختصرة للشيخ "ندا أبوأحمد" في بيان حقيقة الصيام، وأنه صيام عن المنكرات، وصيام عن المحرمات، فأهون الصيام هو ترك الطعام والشراب، وصيام الجوارح عن الخطيئات والسيئات هو الذي يغفل عنه كثير من الناس في هذا الشهر الكريم، فتراه في رمضان يصوم عن الحلال ولكنه لا يتورع عن أكل الربا أو أخذ رشوة أو السعي بنميمة.. وغير ذلك من ألوان الحرام.
يقول جابر رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الجار، وليكن عليك صيام وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك وفطرك سواء".
كيف أحقق صيام الجوارح؟
1- عِلمُكَ بأن هذه الجوارح أمانة لديك، ستسأل عنها يوم القيامة: قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36].
ويقول أبو حامد الغزالي - رحمه الله -: "اعلم يا مَن تعصي الله بجوارحك، إنما هي نعمة من الله عليك، وأمانة لديك، فاستعانتك بنعمة الله تعالى على معصيته غاية الكفران، وخيانتك في أمانةٍ أودعكها الله تعالى غاية الطغيان، فأعضاؤك رعاؤك، فانظر كيف ترعاها، ألا فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته".
2- علمك بأن الجوارح نعمة من الله تعالى، وشكر النعم لا يكون إلا بالاستعانة بها في طاعته": فمما لا شك فيه أن الحواس والجوارح من نعم الله على العبد، وهذه النعم لا بد من شكرها، فالشكر تدوم النعم بل وتزيد، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
والشكر هو سبيل الانتصار على الشيطان في معركته مع الإنسان ليفسد عليه دينه؛ فقد قال الشيطان الرجيم لرب العالمين: ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16-17].
وشكر العبد يدور على ثلاثة أركان لا يكون شاكراً إلا بمجموعها وهى: الاعتراف بالنعمة باطناً، والتحدث بها ظاهراً، والاستعانة بها على طاعة الله.
وقد ثبت في "الصحيحين": "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام حتى تفطَّرت قدماه، فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً".
فخلاصة الأمر كما قال أهل العلم: إن الشكر يتعلق بالقلب واللسان والجوارح، فالقلب للمعرفة والمحبة، واللسان للثناء والحمد، والجوارح لاستعمالها في طاعة المشكور، وكفها عن معاصيه.
فاللهم أعنَّا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.
| |
|
سوسنة بنت المهجر ::: المدير العام :::
عدد المساهمات : 3546 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 64
بطاقة الشخصية خاص:
| موضوع: رد: رسائل دعوية رااائعة رائعة جدا / طوبى لمن كان للخير مفتاحاً الجمعة أبريل 17, 2015 1:49 pm | |
| 1- الحياء من الله حق الحياء: يقول ابن القيم- رحمه الله -: "والحياء من الله أن تنفتح في قلبك عين تريك أنك قائم بين يدي الله.
ويقول أيضاً في "مدارج السالكين": والحياء يتولد من علم العبد بنظر الله إليه، فيدفع ذلك إلى مجاهدة النفس، وتحمُّل أعباء الطاعة، واستقباح الجناية، وأن العبد إذا علم أن الله ناظر إليه أورثه هذا حياءً منه تعالى.
وقد أخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: إنا لنستحي يا رسول الله، قال: ليس ذاكم[1] ولكن من استحيا من الله حق الحياء، فليحفظ الرأس وما وعى[2] وليحفظ البطن وما حوى[3] وليذكر الموت والبلى[4]، ومَن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا[5]، فمَن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".
2- أن يستشعر كل إنسان منا أن هذه الجوارح ستشهد عليه يوم القيامة: فقد أخرج الإمام مسلم عن أنس - رضى الله عنه - قال: "كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك، فقال: أتدرون ممّا أضحك؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، فقال: من مخاصمة العبد ربه، فيقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول رب العزة: بلى، فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهد منى، فيقول رب العزة: كفى اليوم عليك حسيباً، وبالكرام الكاتبين شهوداً، قال: فيختم على فِيهِ، فيقال لأركانه: انطقي؛ فتنطق بأعماله، قال: ثم يُخلِّي بينه وبين الكلام، فيقول: - يعنى لأعضائه - بعدا وسحقا لَكُنَّ، فعَنْكُنَّ كنت أجادل".
وصدق ربنا حيث قال: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس: 65].
وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].
وقال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [ فصلت:21].
| |
|
سوسنة بنت المهجر ::: المدير العام :::
عدد المساهمات : 3546 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 64
بطاقة الشخصية خاص:
| موضوع: رد: رسائل دعوية رااائعة رائعة جدا / طوبى لمن كان للخير مفتاحاً الجمعة أبريل 17, 2015 1:49 pm | |
| 3- لا تنسَ الوضوء: فالحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه فإن قعد، قعد مغفوراً له"[6].
وفى "صحيح مسلم" من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خَرَجَ من وجهه كل خطيئةٍ نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطرِ الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئةٍ كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطرِ الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطرِ الماء حتى يخرجَ نقِيَّاً من الذنوب".
وأخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيما رجل قام إلى وُضُوء، يريد الصلاة، ثم غسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفَّيه مع أوَّلِ قطرةٍ، فإذا مضمضَ واستنشقَ واستنثرَ نزلت كل خطيئةٍ من لسانه وشفتيه مع أوَّلِ قطرةٍ، فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئةٍ من سمعه وبصره مع أوَّلِ قطرةٍ، فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنبٍ كهيئته يوم ولدته أمُّهُ، قال: فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته، وإن قعدَ قعدَ سالماً"[7].
وفى رواية: "مَن توضأ فأسبغ الوضوء، وغسل يديه ووجهه، ومسح على رأسه وأذنيه، ثم قام إلى الصلاة مفروضة، غُفِرَ له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاً، وقبضت عليه يداه، وسمعت إليه أُذناه، ونظر إليه عيناه، وحدَّث به نفسه من سوء".
وفى "صحيح مسلم" من حديث عثمان بن عفان - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن توضَّأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره".
| |
|
سوسنة بنت المهجر ::: المدير العام :::
عدد المساهمات : 3546 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 64
بطاقة الشخصية خاص:
| موضوع: رد: رسائل دعوية رااائعة رائعة جدا / طوبى لمن كان للخير مفتاحاً الجمعة أبريل 17, 2015 1:50 pm | |
| 4- وأخيراً: الدعاء فقد أخرج الترمذي وأبو داود عن شكل بن حميد - رضى الله عنه - قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! علِّمني تعوذاً أتعوَّذ به، قال: فأخذ بكفي فقال: "قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي"[8].
وقبل الفِراق أقول لكم: أحبتي في الله... صوموا اليوم عن شهوات الهوى؛ لتدركوا عيد الفطر يوم اللقاء، لا يطولن عليكم الأمل باستبطاء الأجل، فإن معظم نهار الصيام قد ذهب، ووعيد اللقاء قد اقترب.
حقِّقوا الصيام في نفوسكم؛ بالإمساك عما يغضب الله، واحذروا المعاصي المؤدية إلى عذاب النار، وبادروا إلى ما ينجيكم، وانتهوا عمَّا يوبقكم ويرديكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك..
| |
|
سوسنة بنت المهجر ::: المدير العام :::
عدد المساهمات : 3546 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 64
بطاقة الشخصية خاص:
| موضوع: رد: رسائل دعوية رااائعة رائعة جدا / طوبى لمن كان للخير مفتاحاً الجمعة أبريل 17, 2015 1:51 pm | |
|
وجوب صيام رمضان ومكانته
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)) متفق عليه، وفي لفظ لمسلم: ((وصيام رمضان، والحج)) فقال رجل: الحج، وصيام رمضان، قال: لا، ((صيام رمضان والحج)) هكذا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: صيام رمضان أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وقد أجمع المسلمون على فرضية صوم رمضان إجماعا قطعيا معلوما بالضرورة من دين الإسلام، فمن أنكر وجوبه فقد كفر فيستتاب فإن تاب وأقر بوجوبه وإلا قتله الحاكم كافرا مرتدا عن الإسلام، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185].
الفائدة الثانية: ترك صيام رمضان كله، أو ترك بعضه والإفطار فيه بغير عذر ذنب عظيم، كبيرة من كبائر الذنوب، وقد ورد الوعيد الشديد لفاعله، فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي))، وساق الحديث، وقال فيه: ((ثم انطلقا بي فإذا قوم معلقون بعراقيبهم، مشققة أشداقهم دما، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم)). رواه النسائي في السنن الكبرى، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والألباني[2]، ومن وقع منه ذلك وجب عليه المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، والعزم على عدم العودة إلى هذا الإثم العظيم، ويجب عليه قضاء ما أفطره من الأيام.
الفائدة الثالثة: يعذر بترك الصيام أنواع من الناس منهم: أولا: المغمى عليه، وأكتر أهل العلم على أن من أغمي عليه يوما كاملا من رمضان فأكثر، أنه يقضى ما فاته من الصيام ولو أغمي عليه الشهر كله، والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 185]، فنص على أن المريض يجب عليه القضاء، والإغماء نوع من المرض، وأما من نوى الصيام ثم أغمي عليه بعض النهار أو أكثره وأفاق في جزء منه فإن صيامه صحيح، سواء أكانت إفاقته من أول اليوم أم من آخره[3].
ثانيا: كبير السن الذي لا يستطيع الصيام، أو يشق عليه الصيام مشقة ظاهرة، فهذا يجوز له أن يفطر، ويجب عليه أن يطعم مسكينا عن كل يوم من رمضان، ومقدار الإطعام: نصف صاع عن كل يوم، ويساوي بالكيلو: كيلو ونصف تقريبا من الأرز أو غيره، فيجزئ عن الشهر كله إذا كان تاما كيس أرز كبير من الذي يزن (45 كجم) خمسة وأربعين كيلو جرام، ويجوز إعطاؤه لعائلة فقيرة أيا كان عددها.
وإذا وصل الكبير إلى درجة الخرف فلم يعد يعقل شيئا فإنه يزول عنه التكليف، ولا يلزمه شيء، فلا يصام عنه، ولا يطعم عنه.
| |
|
سوسنة بنت المهجر ::: المدير العام :::
عدد المساهمات : 3546 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 64
بطاقة الشخصية خاص:
| موضوع: رد: رسائل دعوية رااائعة رائعة جدا / طوبى لمن كان للخير مفتاحاً الجمعة أبريل 17, 2015 1:51 pm | |
|
رمضان.. ليس شهر الأكل والنوم!!
المظهر الإسلامي في شهر الصوم لا بد أن يكون انعكاساً للنية الصادقة.
"شهر رمضان، هذا الموسم الديني المتجدد، وهذا المهرجان الإسلامي العظيم، شهر الخير والبركة.
إنه الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم، وهو بهذا الشرف جدير، فهو الشهر الذي فيه أنزل القرآن جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وفيه بدأ تنزيل القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وهو الشهر الذي شهد أول وأخطر معركة خاضها المسلمون بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تلك هي غزوة بدر الكبرى، التي أظهر الله فيها الحق وأزهق الباطل، وفيه جرت أيضاً أشهر المعارك الإسلامية الحاسمة في التاريخ كعين جالوت وغيرها.
فضائل الصوم في رمضان: يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: لو علمتم ما في رمضان من الخير لتمنيتم أن يكون رمضان الدهر كله. فالصيام في هذا الشهر يمثل قمة الإيمان الخالي من كل مظاهر الرياء والنفاق، لأنه عبادة لا يراها إلا الله، فليس لها مظاهر تدركها حواس الناس، أما الصلاة والزكاة والحج والجهاد.. فهي عبادات إيجابية، تؤدى بأعمال يراها الناس، ومن هنا قال الله تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"، هذا كله لأن الصائم لا يكون إلا مخلصاً لله، وصيامه سرٌّ بينه وبين ربه، ويعتمد الصيام في الأساس على عدم القيام بأعمال بل بالامتناع عن أعمال.
حكم الصيام: من أبرز حكم الصيام وفوائده أنه يدرب المسلم على الصبر، فأي صبر أوضح من أن يردع الإنسان نفسه عن الطعام والشراب وهما ماثلان أمامه ونفسه تتوق إليهما؟ وأي صبر أقوى من أن يتحمل الإنسان المشاق النفسية والجسدية استجابة لأمر الله وامتثالاً لتعاليمه؟
والمسلم يتدرب بصومه على ملاقاة الظروف القاسية التي قد تعترض حياته إذا انقطعت به السبل، فلا يجزع ولا ينهار لأول صدمة.
والصيام يدرب المسلم على الإحساس بمشاعر الآخرين، ومعاناة ما يعانونه، فإذا كان الغني قد تيسر له كل ما يشاء من طيبات الدنيا وحينما يشاء، فإن الفقير يعاني من عضة الجوع وحرقة العطش، ويتعرض لأذاهما طويلاً، فإذا صام المسلم الغني أدرك أن هناك أناساً يجوعون ويعطشون ويألمون من غير اختيار أو صيام، فيرق قلبه لهم ويجود عليهم بما يخفف بلواهم.
والصيام في رمضان يدرب المسلمين على النظام والدقة في الوقت، فيقيسون الزمن، فيه. بالدقائق والثواني. على غير ما يفعلونه في غيره من الشهور! فلا يتقدمون عن وقت الإفطار دقيقة ولا يتأخرون عن وقت الإمساك ثانية! وبذلك يتعلم المسلمون الدقة في المواعيد والالتزام بها، فقبيل الإفطار تدب الحركة في حياة الناس وتصرفاتهم، فكل منهم يهرع إلى البيت، ويسير على عجل يسابق الآخرين، حريصاً على الوصول إلى أهله قبل الغروب، فإذا حانت لحظة الإفطار هدأت الحركة في الشوارع وخلت الطرقات من المارة فلا تكاد تسمع إلا همساً، ولا ترى إلا متعجلاً يسابق الريح فاتته لحظة الهدوء والاستقرار فهو يحاول إدراكها.
فما أحوجنا إلى دروس رمضان فلا نضيع أوقاتنا وأوقات الناس بالانتظار للمواعيد أو بإهمالها.
وما أكثر الدروس والعظات التي يمدنا بها رمضان والصيام فيه، وما أجدرنا بأن نستفيد منها ونتزود بها كلما مررنا بمحطة رمضان في سفرنا عبر الحياة.
حالنا الآن في رمضان: هذا ما كان عليه رمضان لدى المسلمين الأوائل، وعند كثير منهم حديثاً، وهذا هو الوجه المشرق المتلألئ لرمضان وللصائمين فيه، ولكن هناك أناساً، وما أكثرهم، أصبح رمضان عندهم شيئاً آخر، المظهر مظهر إسلامي وعبادة مرجوة الأجر، ولكن الاهتمام عندهم ينصبّ على الطعام بأنواعه والأشربة بألوانها!! فكأن رمضان عندهم معرض غذائي لشتى المأكولات والمشروبات التي تزدحم بها موائد الإفطار! ويقبلون عليها بنهم، ويكثرون منها حتى يصابوا بالتخمة، ويثقلون على معداتهم متناسين حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-... فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفَسه. وبذلك يتلاشى عندهم الإحساس بما يعاني منه الفقراء، وتنقلب عندهم الأمور فينامون النهار و(يقومون!) الليل، ويتأخر العاملون منهم عن الدوام بحجة أنهم (قاموا) ليل رمضان (يعنون سهروا فيه حتى الفجر!!) وإذا لحقوا بأعمالهم كانت عيونهم مفتحة وقلوبهم نائمة، بل لا يتورع كثير منهم عن النوم قلباً وعيوناً، وبذلك تتعطل المصالح والأعمال، وتتوقف عجلة الإنتاج، ويكثر التسويف في الإنجاز للمعاملات، والحضور المتأخر والانصراف المبكر، أهكذا يكون النظام في رمضان؟ أهكذا نحرص على الدقة فيه؟ نحافظ على الدقائق والثواني ونضيع الساعات والأيام!!
وأما الصبر فأين هو عندهم؟ وعلام يصبرون وهم في ظل ظليل وبرودة محببة تهب من المكيفات، وأعمال لم يبق فيها مشاق، سهلت ولانت وقلّت، وقصرت فترة الدوام، وتُقضى فترة الصيام والصائم نائم فلا يحس بجوع ولا عطش؟!
ومع ذلك فإنهم تثور أعصابهم لأبسط الأسباب ويعبرون عن انفلاتهم العصبي بشتى الطرق من غضب وصخب وعدم احتمال كلام الآخرين، مبتعدين عن تحقيق الصفاء النفسي والسمو الروحي بتطبيق حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن سابّك أحد فقل إني صائم.
| |
|