كنتم نعمالأصدقاء الأوفياء
لا أدري أأندب حظي أم أندب زماني الذي غدر بي
ام أندب حظي مع الأصدقاء ومن غدر وتخلى عن أجمل أيام أعمارنا
وصداقتنا والبسمة النابعة من القلوب الطيبة ..
كنتم لي اليد والعين والنبض للقلب والدماء للشريان
كنتم أصدقاء أوفياء يجمع قلوبنا الصدق والوفاء
فتحنا لكم أبواب قلوبنا قبل أن نفتح لكم مرابعنا
فكنتم من الأشراف الذين نعتز بصداقتهم وأخوتهم
وأرائكم كحد السيف لا نقوى على رفضها او نبدلها
فكانت لنا كعقيدة أو كتاب موثق نستقي منه مراجعنا وافكارنا وآراؤنا ..
فما بالكم اليوم تهجرون االدروب التي مشيناها برفق
والضحكة نابعة من قلوبنا بعفوية وبراء ة أطفالنا..
وحفرنا فيها ذكرياتنا وتركنا خطانا أثر على صدق صداقتنا.
كنتم صندوق أسرار القلوب الوفية المحبة لكم
ورممتم الجروح النازفة ومواجعها
ولكن القلب مازال حزين لمن فقدنا بالموت
والغياب القاهر لقلوبنا وما بأيدينا لنرد عنهم الاقدار
ليبقون بين النبص والشريان سعداء بصداقتهم
ولكن القلب حائر ثائر من بعضهم كيف تجرأت قلوبهم على التمرد
والعصيان والخصام والرحيل من روابينا
ونحن لهم الاخت والأم والصديقة الوفية
ترفعت وسموت بتواضع عن عتابكم أكثر من مرة
لعل القلوب الطيبة تعود الى حدائقها من ذاتها
نتنشق وإيكم عبير مرابعكم
رفعت أكفي بالدعاء لكم وتأملت بالله أن يعيدكم
لقلبي الذي لا يسلاكم ولا ينساكم مهما بادرتوا بالهجران
والرحيل والفراق باكرا دون سابق انذار ..
صدقوني أسأال روحي وأعماقي ما ذنبي ما جنايتي
ولا علم لي بأني أنزلت بقلوبكم الأذى
او زلت أناملي لتكتب فيكم ما يحزن قلوبكم .
فسامحوني ان بدر مني ما يحزن قلو بكم دون علم مني
وعاتبوني فالعتاب صابون القلوب
قبل أن تهجروني وأنا أحتاجكم بشدة اليوم أكثر من ماضي
صداقتنا.
لماذا تستعجلوت هجراني وفراقي..
والموت يحاول أن يخطفني في اليوم والليلة أكثر من مرة
كما خطف أعز الصديقات على قلوبنا.
إنه يقف لي بالمرصاد عند كل ناصية أجد فيها شمعة الأمل
أو أجد فيها الفرح مبتسما لي ..
او اجد نسمة الصباح تنتظرني
فلا تستعجلوا الرحيل باكرا من حياتي وأيامي
فانا اليوم ببنكم أفرح وأسعد بكم..
وغدا تحت التراب لا أحد يؤنس وحشتي ..
كلنا راحلون الى الله وجنات النعيم ..
بعد عمر مديد في طاعته ومحبته ومحبة رسوله الكريم
كنتم نعم الأصدقاء الأوفياء وما زلتم في القلب سكناكم.
اختكم المحبة لكم
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر