قرأت نفسك في كتاباتي*
أنسيت أنك كنت المرآة الصادقة
الشفافة لأعماقي
شاهدت من خلالها
روحي وكياني
وكل ملامحي وأوصافي ..
أنسيت أنك كنت لي
كنور الفجر الندي
والمساء الغجري
أرتل تحت خيمته
تراتيل حزني وآلامي
وأهازيج أفراحي
وأرفرف حول أنوار ه
كفراشة شقية بريئة
سكنها العشق
والشوق بشغف
وأصبحت تهاتف عيونك
بخجل..
من بين ظلال الياسمين
وبسمة الجوري..
لماذا تجعلني أشتاقك
وأنت بين نبضي وروحي
أنفاس متصاعدة
عيا جفنها أن ينام
وهو ينقشك على لوح النقاء
ألف قصيدة وقصيدة
لماذا تركت الغبار يتراكم
كجروح وطني
على أرصفة شراييني
وعروق أحشائي
وأنت تتجول فيها
لتهدي البسمة المشرقة
وعبير الورد لتلك الغجرية
المتكئة على صومعتي ...
لماذا تركت الروح
تشتاق لهمسك
وأنت النبع والغدير
لأحشاء كياني والهفوة لانفاسي
آلا تعلم أنني كالحلم المهاجر
يرفرف في أفق الغياب
يتحول فجأة
إلى طائر حزين في سراب
بلا أجنحة بلا تغريد
بلا رقصات مجنونة
وأغادرك يوما كمن هاجر
وأصبح بلا وطن
هل نسيت أنك
قرأت نفسك في كتاباتي ؟!
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر