تعيرني بما وهبته لي*
ما بال روحك تحملني ما لا طاقة لي به
وكأنك تعيرني بما وهبته لي
منذ فجر التاريخ
وتهمهم على مسامع الحمام والطيور
أنك نذرت لروحي حبك وحنانك
بحجم السماء وطول المدى !!
يا ويل قلبي من حبك الذي دمرني
ما الفائدة من حب دمر قلب المحبوبة
بعد نفيها خارج القلب والمعمورة ..
أرسلت لي غيوم سماءك الحمقاء المجنونة
لتحطم حبي في عرض بحارك الثائرة
بأعجوبة فائقة ونصر سماوي
من رب المعمورة
نجت قواربي وسفني الضخمة
من أعاصيرك المدمرة...
مدت لي نوارس حبي النقية
أجنحتها البيضاءالناصعة
فتعلقت بها وأنقذتني
من عواصف قسوتك
ورياحك الهوجاء
تلك النوارس الوفية
شهدت يوما على همهمات عشقنا
فكانت الأوفى والأنقى لقلبي من حبك
الذي حطمني على صخور المستحيل
وشواطى بحارك البائدة ..
وما زالت أنفاسي تتجول بين الفلا
علني أحظى بأحلامي البيضاء
معلقة على أغصان الياسمينة
التي غرستها يوما نبضات عشقنا
عل أحشائي تحظى بغيم
يطفئ الظمأ بداخلها
وتحلق كطيور السلام
فوق حقول قمح العشق الندي ..
لتتضوع بأريج الحب النقي
وتنثر الكادي على القلوب المكلومة
من خريف ناشف متصحر
جفت على أثره الحناجر الملتهبة ..
رغم حبك الحارق والممزق لأحشائي
ما زلت أبحث وأنقب عن كوثر عذب نقي
أبلل به جفاف ريقي الذي أحرق دواخلي
وأبحث عن قنديل لأضيى به دروبي
التي أظلمت بقسوتك وعنادك
وتساوت فيها النور والعتمة
فلا حسرة ولاعتاب يا أعز أحبابي..
بعد أن دمرت مخي ومخيخي وذاكرتي
أهديتني خريف شاحب دمر كل أحلامي
جعلتني أشعر بأنه لاقيمة لأي شيء
شيدناه أو حققناه سويا يوما ما
رغم الظروف والمصاعب القاهرة
أعلنها على الملأ أمام النجوم
والقمر والطيور العاشقة
لن يبقى حبي لك مدى الحياة
مخضرا مزهرا فأنت من جفف نضارته
وقطع عنه ماء الفرات والكوثر وعذوبته..
يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر