سوسنه بيت دقو
أهلاً بِكُم فيِ مُنتَدىَ
بَيت دِقُو
أتمنىَ لَكُم قَضاَء وُقت مُمتِع
تَحيِاي
سوسنه بيت دقو
أهلاً بِكُم فيِ مُنتَدىَ
بَيت دِقُو
أتمنىَ لَكُم قَضاَء وُقت مُمتِع
تَحيِاي
سوسنه بيت دقو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
سوسنه بيت دقو

منتديات عامه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من كل بستان زهرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوسنة
عضو مميز
عضو مميز



عدد المساهمات : 306
تاريخ التسجيل : 18/05/2010

من كل بستان زهرة  Empty
مُساهمةموضوع: من كل بستان زهرة    من كل بستان زهرة  I_icon_minitimeالأربعاء مايو 19, 2010 10:28 am


من كل بستان زهرة  1378785795_320

الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها



حُكِى أن أحدَ الحكماءِ خرجَ مع ابنهِ خارجَ المدينةِ ليعرفَهُ على التضاريسِ من حولهِ في جوٍ نقي بعيداً عن صخبِ المدينةِ وهمومِها .. سلكَ الاثنان وادياً عميقاً تحيطُ به جبالٌ شاهقةٌ .. وأثناء سيرهِما .. تعثرَ الطفلُ في مشيتِهِ .. سقطَ على ركبتِه.. صرخَ الطفلُ على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه: آآآآه فإذا به يسمعُ من أقصى الوادي مَنْ يشاطرَهُ الألمَ بصوتٍ مماثل:آآآآه نسي الطفلُ الألمَ وسارعَ في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت ؟؟
فإذا الجواب يردُ عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟ انزعج الطفلُ من هذا التحدي بالسؤال فردَ عليهِ مؤكداً: بل أنا أسألُك مَنْ أنت ؟  ومرة أخرى لا يَكونُ الردُ إلا بنفسِ الجفاءِ والحدةِ : بل أنا أسألُك مَنْ أنت؟ فقدَ الطفلُ صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطابِ .. فصاح غاضباً " أنت جبان "  فهل كانَ الجزاءُ إلا من جنسِ العمل.. وبنفسِ القوةِ يجيءُ الردَ " أنت جبان " ...

أدركَ الصغيرُ عندها أنه بحاجةٍ لأن يتعلمَ فصلاً جديداً في الحياةِ  من أبيهِ الحكيم الذي وقفَ بجانبِهِ دونَ أن يتدخلَ في المشهدِ الذي كانَ مِنْ إخراجِ ابنه .

قبلَ أن يتمادى في تَقاذُفِ الشتائمِ تَملكَ الابنُ أعصابَهُ  وتركَ المجال لأبيه لإدارةِ الموقفِ حتى يتفرغَ هو لفهمِ هذا الدرس ..

تَعاملَ _الأبُ كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث ..


وطلبَ مِن ولدِه أن ينتبه للجوابِ هذه المرة وصاح في الوادي : " إني أحترمك " كان الجواب من جنسِ العمل أيضاً , فجاء بنفس نغمةِ الوقار " إني أحترمك " ..


تَعجبَ الابنُ من تغيّرِ لهجةِ المجيب  .. ولكنَ الأب أكمل المساجلةَ قائلاً :" كم أنت رائع " فلم يقلّ الرد عن تلك العبارةِ الراقية " كم أنت رائع "

ذُهِلَ الطفلُ مما سمعَ ولكن لم يفهمِ سرَ التحولِ في الجواب  ولذا صمتَ بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربةِ الفيزيائية ....


علّق الحكيم على الواقعةِ بهذه الحكمة :


" أي بني : نحن نُسَمي هذه الظاهرةُ الطبيعيةُ في عالمِ الفيزياءِ صدى ,
لكنها في الواقعِ هي الحياةُ بعينها .. إنَّ الحياةَ لا تُعطيك إلا بقدر ما تُعطيها ..
ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها .. الحياةُ مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..
إذا أردتَ أن يوقركَ أحد فوقر غيرك ... إذا أردت أن يرحمكَ أحد فارحم غيرك ..
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك .. إذا أردت مِن الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..
وإذا أردت مِن الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ..
لا تتوقع من الناسِ أن يصبروا عليك إلا إذا صبرتَ عليهم ابتداء .


أي بني .. هذه سنةُ اللهِ التي تنطبقُ على شتى مجالاتِ الحياة .. وهذا ناموسُ الكون الذي تجده في كافةِ تضاريس الحياة .. إنه صدى الحياة .. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت "

من كل بستان زهرة  1378785795_320


قصة حقيقية أتمنى لو أراها في بلادي :

يقول احدهم : دخلت و صديقي إلى مقهى وطلبنا فنجاني قهوه وبينما نحن جالسان
 دخل إثنان فقالا لصاحب المقهى :نريد خمسة فناجين من القهوة علق ثلاثة منهن !!!
فسألت صديقي : ما معنى ثلاثة فناجين معلقه ؟!!
فقال لي :اصبر سنرى !!
ثم دخل أربعة وطلب أحدهما سبعة فناجين ثلاثة منهن معلقه !!
وبينما أنا وصديقي نتحدث وننظر خارجاً إلى الطبيعة الجميله ..
فإذا برجل يلبس ملابساً رثة قديمه يقترب من صاحب المقهى فيسأل :
هل يوجد فنجان قهوه معلق ؟
علمنا فيمابعد أنه تقليد في نابولي يطلب فيه أحدهم فنجان قهوه مع أخرى
معلقة لاحقاً للفقراء واللذين لايستطيعون دفع ثمنه ...
انتشر هذا التقليد مؤخراً في عدد من الدول وأصبحت توجد سندوتشات ووجبات خفيفه معلقه ..
فنريد أن يصل مثل هذا السلوكـ إلى بلادنا العربيه ,,



من كل بستان زهرة  1378785795_320
حكم واقوال جميلة 


ظروفك الخاصه لك وحدك .. وأدبگ في الگلام حق للجميع ..
لا تخلط مشاكلك ، وظروفك النفسيه ، بتعآملك مع الآخرين ..

الإبتعآد عن آلنآس فتره يكشف آشخآصآ رآئعين ..
ويكشف آشخآصآ خآبت الآمآل بھٓم ..

الإنسان الأنيق في تعامله وحديثه ، يقتحم أعماق كل من يقابله ..
ويحظى بإحترام الجميع بطريقته .. كن بسيطاً تكن أجمل ..

لا تخبروا الناس بكل شيء جميل تملكونه ..
ليَس الجميع لديهم حُسن النوآيا .. بل معظمهم لديه الحسد والغيره ..

أحياناً نضحك والهموم تلف بنا من كل جهة ..
ليس لأننا عديمي الإحساس ..
ولكن لأننا نملك أنفسا تؤمن بأن بعد العسر يسراً ..

كلام الناس مثل الصخور إمّا أن تحملها على ظهرك "فينكسر" ..
أو تبني بها برجاً تحت أقدامك فتعلو "وتنتصر" ..

لا تحكم على مستقبلك منَ االان ..
ف الانبياء / رعوا الغنم ثم قادوا الأمم ..

ملوحة البحر لاتتأثر مع كثرة المطر ..
فكن كالبحر لايتأثر بكلام البشر ..

قيل لِـ أحد العباد : ما هو الصّبر الجميل !?
قال اأنّ تُبتلى وَ قلبكك يقول " الحمدلله " ♥


من كل بستان زهرة  1378785795_320


لا تخف من تعسر الرزق
فإن الرزاق هو الواحد الأحد، فعنده رزق العباد، وقد تكفل بذلك، {وفي السماء رزقكم وما توعدون} .
فإذا كان الله هو الرزاق فلم يتملق البشر، ولم تهان النفس في سبيل الرزق لأجل البشر؟! قال سبحانه: {وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها} . وقال جل اسمه: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}


من كل بستان زهرة  1378785795_320



هل تعلم ما هور سر تقديم كوب الماء مع القهوة 
هذه العادة قديمة اخذها العرب من الاتراك حيث كان الأتراك يقدمون الماء مع القهوة في صينية واحدة إلى الضيف فإذا ابتدأ الضيف بشرب كأس الماء فهذا يعني أن الضيف جائع فتسرع ربة البيت وتطهو له ما لذ وطاب من الطعام. أما إذا شرب الضيف القهوة مباشرة فهذا يعني أن الضيف شبعان ولاحاجة للإسراع في طهي الطعام له. وانتقلت هذه العادة إلى باقي أقطار الدول العربية التي كانت تحت لواء الحكم العثماني ومازالت تمارس لغاية الآن سواء في الدول العربية أو في تركيا بلد المنشأ.

أما علميا 
اعتاد الناس على تقديم كوب من الماء عند تقديم القهوة 
و يقوم البعض بشرب الماء قبل شرب القهوة
 أو بعدها ولكل من الحالتين فوائدها.
شرب الماء بعد القهوة يساعد على إزالة أو تخفيف اللون الذي قد يعلق على الأسنان،
 كما أنها تساعد على تخفيف تركيز الرواسب التي تترسب في الكلى والناتجة عن القهوة
وتساعد على عدم منع جفاف الجلد
وتمنع تكوين الحصى في الكلى.
أما إذا شرب الماء قبل القهوة فيساعد على تخفيف تركيز الكافيين
. كما أنها عادة عثمانية مازالت إلى الآن.


من كل بستان زهرة  1378785795_320




الفارغون اكثر ضجيجا

(مقاله رائعه للدكتور-عائض القرني)


إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها

فاعلم أنها كاسدة، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون

ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح، إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما

الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها، وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة،

وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى

إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها، وهؤلاء الأغبياء الكسالى

التافهون مشاريعهم كلام، وحججهم صراخ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً

جميلاً، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد، ولا مع العلماء الأفذاذ،

ولا مع الصالحين الأبرار، ولا مع الكرماء الأجواد، بل هو صفر على يسار الرقم، يعيش بلا هدف، ويمضي بلا تخطيط،

ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط، لا يُمدح بشيء، لأنه

خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد، وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا

يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في مسلاخ إنسان. إن الفارغ البليد يجد

لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم،

ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا

بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله، إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع

كثيرة المنافع، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة

الطعم، لا منظر بهيجاً ولا ثمر نضيجاً، إن السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف، إن علينا

أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم، الله

يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه

في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم، التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث

عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه

شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها

وخسرت فوزها، اعمل واجتهد وأتقن ولا تصغ لمثبّط أو حاسد أو فارغ. هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن

تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم وقعت

فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟! تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد كتبوا عليها عبارة: خطر ممنوع

الاقتراب، فتبتعد التكاسي والسياكل ، الأسد لا يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة،

أما الصراصير والجعلان فعملها في القمامة وإبداعها في الزبالة ...






لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


النفس البشرية هي مصدر القبول والرفض لأي تغيير نحو الأفضل أو الأسوأ، وبحسب استعدادها للعلو والهبوط يمنحها الله ما تهيأت هي له، وعندما نزل الوحي استقبلته القلوب الصادقة فزادها إيمانًا، ورفضته القلوب المكذبة فزادها كفرًا.. قال تعالى: {فأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إلى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 124، 125].

والشعوب التي تريد المجد لا يحجبها أحد عن مجدها، وسوف تناله بجدارة؛ لأنها تستحق ذلك. وانظر إلى المؤمنين في بدر، كانوا ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، لكنهم كانوا بذرة طيبة لأمة عظيمة، طوّقت انتصاراتها وفتوحاتها الدنيا.

والأمة التي استسلمت للهوان، ورضيت بالذل؛ لا يرتفع لها شأن أبدًا، فبنو إسرائيل انتصر عليهم فرعون، واستعبدهم وأذلّهم؛ لأن عندهم قابلية لذلك، قال تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: 54]. ولهذا لما هاجر بهم موسى إلى الأرض المقدسة لم يكونوا أهلاً للنصر والمجد؛ لأنهم يحملون نفوس الخنوع والقهر، فأبقاهم الله في صحراء سيناء يتيهون أربعين سنة حتى مات هذا الجيل الفاشل الذليل الحقير، ونشأ جيل آخر عنده صمود وتحدٍّ، فدخل الأرض المقدسة.

وما تقوم دولة من الدول ولا ثورة من الثورات إلا على أيدي أبطال عندهم استعداد للتضحية والفداء، كما قال أبو مسلم الخراساني: كل قادة دولة في أول أمرهم شجعان، ولا تسقط دولة إلا على أيدي كسالى فاشلين عندهم استعداد للسقوط..

فدولة بني أمية سقطت على أيدي أناس مستهترين وأوغاد لعّابين؛ كالوليد بن يزيد الذي احتجب عن الرعية، وكان جُلّ وقته سكران يعيش حياة البذخ والإسراف حتى قُتل على يد ابن عمه وأُحرق في جلد حمار، ودولة بني العباس سقطت في جيل فوضوي همّه اللهو واللعب، حتى إن الخليفة المستعصم من آخر خلفائهم كان مشتغلاً بنطاح الكباش واللعب بالنردشير!!

والذين صنعوا الحضارات كانوا أهلاً لهذا التمدن الدنيوي والرقي الحضاري، فهل اليابانيون وصلوا إلى ما وصلوا إليه من إنتاج وصناعة وتمدن بالنظر في النجوم، وتعليق التمائم، واستشارة المشعوذين والكهنة؟ أم بالنزول إلى الميدان، وفتح الآفاق للمهارات وتسخير المواهب في سبيل النهوض والتمدن، وترك الكسل والمظاهر الخدّاعة والمشاهد الزائفة من اللهو والطرب؟

وهل ماليزيا بقيادة مهاتير محمد جلست على النجوم في العالم الإسلامي في رقيّها وحضارتها ونظامها واقتصادها؛ لأنها جلست تتغنى بمجد أجدادها وتاريخ أسلافها، أم لأن مهاتير محمد وضع لها خطة عملية ميدانية تسمى الخطة العشرية، وهي مكتوبة موجودة لمن أراد أن يطلع عليها، تقوم على احترام القداسات، وإطلاق الحريات، وإحياء المؤسسات، وفتح سوق العمل، والانتقال من التنظير إلى الميدان، وفك الارتباط الاقتصادي الذي يقوم على التبعية لهيمنة الرأسمالية؟



وهل طيب أردوجان في تركيا أجلس تركيا على الجوزاء في عالم الازدهار والتقدم؛ لأنه قعد يقص عليهم أخبار أجداده من عثمان الأول وسليمان القانوني ومحمد الفاتح وأمثالهم؟ أم لأن الرجل وأعضاء إدارته شدوا أحزمتهم في عمل رهيب يقوم على روح التنافس والتجديد والإبداع، ووضعوا خططًا للتعليم والسياسة والاقتصاد والسياحة وغيرها، وكلفوا طواقم من الجهابذة مهمتهم تنفيذ هذه الخطط كلٌّ فيما يخصه؟ حتى إن تركيا هذا العام أخذت المركز العالمي الأول في السياحة تنظيمًا وترتيبًا وإمتاعًا، وهي ليست بلد بترول ولا غاز.

ولا يُحتل وطن ولا تُذّل أمة إلا وعند أهلها استعداد وقابلية لذلك؛ فالعالم الإسلامي في عصر الانحطاط قَبِل الاستعمار المغولي، ولكنه في عهد النهوض والصمود بقيادة نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي رفض الاحتلال الصليبي وفتح بيت المقدس.

والذين لا يفخرون بالمجد الدنيوي والازدهار المعيشي ليس عندهم استعداد لهذه المراتب المتقدمة؛ لأن من يفكر في التوافه ويعيش الأوهام ويتسلى بالماضي لا يصلح أن يصنع مجدًا أو يقيم حضارة أو يترك إبداعًا ومآثر حية، وإنني أقرأ سيرة الرموز المعاصرة الذين أثّروا في القرن الماضي وساهموا في صنع التاريخ وهم قُرابة العشرين رمزًا، وقد جمعهم الأستاذ تركي الحمد في كتاب (العشرون الأوائل)، وسمّى منهم الملك عبد العزيز وغاندي وروزفلت وتشرشل ولينين وستالين وماوسي تونق والخميني ونيلسون مانديلا ومحمد علي جناح وبقية العشرين، وقد أصاب في ذلك، بل إن الكاتب مصطفى أمين جعل الملك عبد العزيز الأول بين العشرين في مقال له.



ويجمع هؤلاء العشرين قاسمٌ مشترك، وهو الصمود والتحدي والصبر والعمل والإصرار، بغض النظر عن معتقداتهم ومذاهبهم، وإنما المسألة سُنّة الوجود وقانون الحياة الدنيوية؛ لأن من جدّ وجد ومن زرع حصد، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

إذن فليبدأ الإنسان بنفسه فيغيرها إلى الأصلح همةً وتفكيرًا وعملاً. إن الذي يفكر في النجاح دائمًا ويُعِدّ له العُدّة ويهيئ له الأسباب، سوف يمنحه الله النجاح، والذي يسعى لطلب الرزق ويكدّ ويكدح ليجمع المال الحلال، سوف يرزقه الله من حيث لا يحتسب. وأما الذي يجلس في غرفته يدير نظره في جدرانها الأربع، وينتظر أن تهبط عليه العبقرية من السقف، أو أن تدخل عليه المواهب من النافذة؛ فهذا مريض ينبغي أن يُسعى في طلب الدواء له.

ولهذا يطالب روّاد المعرفة من الإنسان أن يغيِّر فكره أولاً ونظرته إلى الحياة، ويأمرونه أن يفكر في النجاح والرقي والفضيلة والنصر والسلام والتّفوق والصحة والرزق ونحوها؛ لأنه سوف يعمل من أجلها، ولا يفكر في الرسوب والتأخر والانحطاط والهزيمة والحرب والانكسار والمرض والفقر؛ لأنه سوف يستسلم في الأخير لها.



من كل بستان زهرة  1378785795_320




مقال رائع لـ د.عائض القرني


فلسفة من ذهب !



النقد الموجّه إليك يساوي قيمتك تماماً،

وإذا أصبحت لا تُنقد ولا تُحسد فأحسن الله عزاءك في حياتك

؛ لأنك متَّ من زمن وأنت لا تدري،
وإذا أصبحت يوماً ما ووجدت رسائل شتم وقصائد هجاء وخطابات قدح
فاحمد الله فقد أصبحت شيئاً مذكوراً وصرت رقماً مهماً ينبغي التعامل معه.





إن أعظم علامات النجاح

هو كيل النقد جزافاً لك،
فمعناه أنك عملت أعمالاً عظيمة فيها أخطاء
أما إذا لم تُنقد
ولم تُحسد فمعناه أنك صفر مكعَّب
«حُرِّمت عليكم الميتة»




يقول صاحب كتاب (دع القلق)
إن الناس لا يرفسون ميّتاً،
ولكن أبا تمام سبق لهذا المعنى فسطَّره وعطَّره وحبَّره
فقال:
* وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ
طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ.


يقول أحد الكتّاب:
عليك أن تشكر حسّادك؛
لأنهم تبرعوا بدعاية مجانية نيابة عنك،
وإذا وجدت هجوماً كاسحاً ضدك من
أصدقائك الأعداء أو من أعداءك الأصدقاء
فلا ترد عليهم بل سامحهم واستغفر لهم
وزد في إنتاجك وتأليفك وبرامجك
فإن هذه أعظم عقوبة لهم





يقول زميلي أبو الطيب:
* إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما - أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُــمُ.

إن نقد أعدائنا الأصدقاء يقوِّم اعوجاجنا

الذي ربما أعمانا عنه مديح الجماهير وتصـفيق المعجبين،

يقول غوته: إن الدجاجة حينما تريد أن تبيض وتقول: قيط.. قيط تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً،
فالعالِم لكثرة ما يمدح يظن أن الله لطف بالخلق لمّا
أوجده في هذا الزمن،والمسؤول إذا أُثني عليه بقصائد يحسب أن الملائكة
في السماء تصفّق له،إذاً فلابد من وخزات نقدية ،،
ليستيقظ العقل المبنَّج بأُبر أهل المدح الزائف الرخيص،



يقول أحد الفلاسفة:
إذا رُكِلتَ من الخلف فاعلم أنك في المقدمة،

إن التافهين ليس لهم نقّاد ولا حسّاد؛
لأنهم كالجماد تماماً،

وهل سمعت أحداً يهجو حجراً أو يسب طيناً ؟!


وتذكرأن الكسوف والخسوف للشمس والقمر
أما سائر النجوم فلم تبلغ هذا الشرف.



يقول زهير:
* مُحَسَّدونَ عَلى ما كانَ مِن نِعَمٍ - لا يَنزِعُ اللَهُ مِنهُم ما لَهُ حُسِدوا.



ذكروا عن العقاد أن أحد الكتّاب شكا إليه تهجم الصحافة عليه
فقال العقاد: اجمع لي كل المقالات التي هاجمتك،
فجمعها،
فقال له: رتّبها وضع قدميك عليها،
فلما فعل قال له: لقد ارتفعت عن مستوى الأرض بمقدار 
هذا الهجوم ولو زادوا في نقدهم لزاد ارتفاعك.


يقول ابن الوزير:
* وشكوت من ظلم الحسود ولن تجد - ذا سؤدد إلا أصيب بحسّدِ .


إن أصدقاءك الأعداء وإن أعداءك الأصدقاء
لم ينقموا عليك لأنك سرقت أموالهم أو اغتصبت دورهم
ولكنك فقتهم علماً أو معرفة أو مالاً أو حققت نجاحاً باهراً،
فلا بد أن يقتصّوا منك جزاءً وِفاقاً لتصرفك الأرعن
لأن الواجب عليك عندهم أن تبقى تحتهم بدرجة



إذاً فلا
تنتظر من حسّادك
شهادات حسن سيرة وسلوك ودعاء في السحر
بل توقَّع قصائد عصماء مقذعة وخطباً
نارية بشعة ومقامات أدبية مشوّهه.
والمشكلة أن صديقك الحاسد يرفض دستور المودة
وأنت تعرضها عليه،
ويبحث عن آخرين


من كل بستان زهرة  1378785795_320




العرب لا يقرأون

د. عائض القرني


إذا ركبت مع أوربي وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب، وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي، أو كالعاشق الهاوي، يتعرف على الركاب، ويسولف مع الأصحاب والأحباب. بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية، ونحن أمة (اقرأ)، ولكن ثقلت علينا المعرفة، وخف علينا القيل والقال، ولو سألت أكثر الشباب: ماذا قرأت اليوم ؟ وكم صفحة طالعت ؟ لوجدت الجواب: صفر مكعَّب، مع العلم أن غالب الشباب بطين سمين ثخين بدين، لأنه مجتهد في تناول الهنبرقر والبيتزا، وكل ما وقعت عليه العين ووصل إلى اليدين:
* سل الصحون التباسي عن معالينا ـ واستشهد البَيْضَ هل خاب الرجا فينا

* كم (كبسة) شـهدت أنا جحافلهـا ـ وكـم خـروفٍ نـهشناه بـأيدينا.

يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة، لأنهم وزّعوا الأوقات على السمر مع الشاشات، أو التّحلق على الكبسات، أو متابعة آخر الموضوعات. الإنسان بلا قراءة قزم صغير، والأمة بلا كتاب قطيع هائم، طالعت سِيَر العظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف، وهيامهم بالمعرفة وعشقهم للعلم، حتى مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً، وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي، وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألف مجلده، وقال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب، سألت شباباً عن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة، قال صاحب كتاب فن الخطابة: العظمة هي قراءة الكتب بفهم، وقال الروائي الروسي الشهير تيولوستي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن، وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها:

* جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ ـ بعدَ المماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ.

صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر، وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلاّن، استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد، والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد:

* وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت ـ وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ.

قاتل الله التسويف والإرجاف، وسحقاً لمن زرع شجرة «ليت» لتثمر له «سوف»، وتخرج له «لعلَّ» ليذوق الندامة:

* وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ ـ حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ.

حيّا الله الهمم الشماء، والعزيمة القعساء، التي جعلت أحمد بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتاب الفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية:

* لولا لطائف صنع الله ما نبتتْ ـ تلك المكارم في لحمٍ ولا عصبِ.

وددتُ أنَّ لنا يوماً في الأسبوع يخصص للقراءة، ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة عشر صفحات كل يوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً، ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع لتتضح أمامنا أبواب المعرفة وتتسع آفاقنا، وتُنار عقولنا. فيا أمة (اقرأ) هيا إلى قراءة راشدة، واطلاع نافع، وثقافة حيّة، ومعرفة ربانية، وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب خير جليس، وشكراً للأمير بن صمادح حيث يقول:

* وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ

* فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ

* ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!

* فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ.






من كل بستان زهرة  1378785795_320

المسامحة... طريقك إلى تحرّر النفس

غير حياتك إلى الأفضل

المسامحة... طريقك إلى تحرّر النفس

هل يمكننا المسامحة على كل شيء؟ هل يجب مسامحة الجميع؟ هل
المسامحة أمر إلزامي لتخطي عقبة الماضي والتصالح معه؟ أَوَ ليست
مسامحة الذات أحد أهم أشكال المسامحة كونها بمثابة إعادة تأهيل
نفسية؟ كيف يمكن التوصل إلى المسامحة والحرية؟ كيف يمكن
الاستفادة من الأذى للوصول إلى مرحلة النضج؟ أسئلة نطرحها على
أنفسنا في مرحلة ما من حياتنا لأن الحقد يسيء إلى الفرد أكثر مما يفيده.
نعتبر المسامحة غالباً هدفاً بحد ذاته. ماذا لو احتجنا إلى طيّ صفحة
الماضي للتمكن من التحرر نهائياً، أو تحمل الجراح النفسية بدل انتظار
مداواتها بشكل كامل؟ أجرى علماء النفس أبحاثاً مكثّفة طوال
سنوات
لتحديد أهم الخطوات التي تساهم في عقد سلام داخلي مع الماضي
الأليم. لا بدّ من اتباع مسار متجدد لقبول الذات بغض النظر عن
عمق الجرح الذي نعاني منه، ذلك بالاعتماد على الذات وعلى أشخاص نثق بهم.


نسيان

المسامحة لا تعني النسيان، بل تعني ببساطة أنّ الأمور لن تعود إلى
سابق عهدها. المسامحة عملية مهمة لكن حساسة. يجب فهم معناها
وطرح سلسلة من الأسئلة المفيدة:


من أذى الآخر؟ من يسامح

الآخر؟ على ماذا تسامح ولماذا؟ هكذا تتخلص من الشعور بالذنب

وتعي طبيعة العلاقة التي تجمع بين الجاني والمجني عليه وطريقة إصلاح الوضع.


في الواقع، حين نرتكب عملاً سيئاً، فنحن بذلك نؤذي أنفسنا في
المقام الأول، بالتالي نتحمل المسؤولية الكاملة لذلك العمل. وفقاً
لمفهوم العلاقة السببية، يؤدي كل عمل خاطئ إلى وضع كارثي معين.
من خلال إعطاء الآخر مجالاً للتحرر من تأثير ذلك السوء، نتحرر نحن أيضاً من أثره.

المسامحة إذاً عملية تبدأ بإدراك مفعول العمل المرتكب قبل طلب
السماح من الآخر. إنها مقاربة تنبع من الداخل نحو الخارج.


الخبراء


يعرّف البعض المسامحة على أنها عدم الشعور بالحقد تجاه أحد بسبب
خطأ أو إهانة، أو استعمال جملة مهذّبة للاعتذار حين نزعج أحداً.
لكنّ التحليل النفسي يتوسّع أكثر في تعريف ظاهرة المسامحة.
في التحليل النفسي، تقضي المسامحة باحترام حدود الآخر. بالتالي،
تطاول المسامحة معتدياً أو فرداً يبحث عن المواجهة والصراع. يشرح
سيغموند فرويد أنّ البحث عن المشاكل يخفي معاناة داخلية
وجراحاً
نفسية في داخل أعماقنا. بالتالي، ليست المسامحة عملية سهلة، فهي
تستلزم معرفة الذات بالتفصيل من خلال معرفة الآخر، لكن من
دون أخذ مجازفة بإطلاق الأحكام. على صعيد آخر، يبرر بعض
الفلاسفة أهمية المسامحة من خلال المقارنة بين الخير والشر.
عمل منصف
توصي مختلف الأديان بالمسامحة، لكنّ هذه الظاهرة تطرح سوء تفاهم
كبيراً، إذ يعتبرها البعض جرعة سحرية أو حلاًّ شافياً لجميع الجروح.
لكن يشير علماء النفس إلى أنّ المسامحة عمل ينمّ عن الإنصاف
والعدل، إذ لا وجود لمسامحة من دون توبة، ما يرمّم العلاقة بين
الطرفين المعنيين، فتتطور حالة كل واحد منهما نحو الأفضل.


ما هي الظروف المسبقة التي يجب توافرها لتطبيق المسامحة؟ ما
العمل إذا لم يطلب الطرف الذي ارتكب الإساءة السماح؟ لماذا
يصعب علينا أن نطلب السماح؟
يربط بعض علماء النفس بين
المسامحة والغضب، إذ يساهم الشعوران في التحرر من مواقف
صعبة. يدفع الغضب الشخص المجروح إلى التعبير عن جرحه
الداخلي. إذا فعل ذلك بصدق، سيتمكن من مسامحة الآخر فعلياً.
ليست المسامحة عملاً غير مشروط أو أحادي الجانب. إنها دعوة أو
هبة نقدّمها إلى من يطلبها. باختصار، إنه المسار الصحيح نحو
التحرر.



حرية



للوهلة الأولى، قد يبدو الرابط بين المفهومين معدوماً إذا كانت حريتنا
تقضي بالتصرف بلا ضغوط وإذا كانت المسامحة هي مجرد محو
لمشاعر
الضغينة. لكن في الحالتين، يعود الفرد إلى ذاته بحسب درجة وعيه.
الكلام عن المسامحة والحرية يعني التعبير عن الذات. التصرف
بحرية يعني التحرر من الواقع المعيوش و{الشرنقة} التي تحدّ تجربة
الحياة.
ما علاقة المسامحة بذلك كله؟ يمكن اعتبار المسامحة أحد أشكال
العدالة التي تأخذ مجراها ما إن تُصفّى الحسابات بين الطرفين.
إنها الخطوة الأولى على سلّم الوعي. إذا تعمّقنا في الموضوع أكثر،
يمكن اعتبار المسامحة رفض حتمية إصلاح الوضع في جميع المواقف:
في هذه الحالة، يقبل الفرد المجروح بالانفتاح على الآخر مجدداً من
دون الرجوع إلى أصل المشكلة. الأمر لا يشبه النسيان!
يفهم الشخص الذي تعرّض للأذى أنّ من أساء إليه اضطرّ إلى فعل
ذلك، فيفتح قلبه للآخر ويتمكن من عيش ألمه وتفهّمه حين يشغّل
مشاعر التعاطف معه. ألا يُقال إنّ من يسامح يتحرر من عبء
الضغينة والكره؟ هكذا يعبّر المرء عن ألمه ويتحرر حين يعي
الحقيقة،
ويبلغ بالتالي مستوى مرتفعاً من الوعي والحب.

أعلى درجات التسامح


قد تصل المسامحة إلى مستوى عميق جداً يمكن بلوغه حين نعي تماماً
وحدة الحال التي نعيشها مع الآخرين. في ظل هذه الظروف،
ندرك
أنّ أحداً لم يجرحنا بل أننا جرحنا أنفسنا. الآخر هو مجرد واجهة
للذات التي تُعتبر كياناً مطلقاً. تؤدي الذات الدور الذي نوليه إليها.
يمكن بلوغ هذا المستوى من المسامحة حين ندرك أن الجزء الذي
يتأذى فينا يعبّر عن هويتنا الحقيقية، وتحديداً إذا كنا نعاني نقصاً في
الحب أو أحد أشكال العنف. في حال تصفية النفوس، لا نتأثر
بهذه
الأفعال أو الكلمات الجارحة. لكن من المهمّ في هذا المجال عدم أداء
دور المنفصل أو المهمّش عن المجتمع. لا يمكن عيش مسامحة صادقة
من دون الاعتراف بالألم، ما يمكّننا من تحمّل جميع المصاعب
المستقبلية. في الوقت نفسه، من الضروري عدم الرضوخ للكيان
الضعيف المجروح في داخلنا.
أخيراً، من الواضح أنّ المسامحة تبدّل طريقة رؤية الماضي وأحداث
الحاضر، تحديداً على مستوى العلاقات مع الآخرين. تذهب
المسامحة التامة إلى أبعد الحدود حيث تتعلم فك رموز أي موقف
خلافي وتغيير نظرتك إلى الأمور من خلال فهم أنّ الموقف السيء
لا يستهدفك شخصياً ولا يهدف إلى إزعاجك أو إغضابك، بل إنه
خطة
لتطوير الذات، فيتحول الشخص الذي أذاك من الجلاّد إلى الرجل
الصالح، وتتحوّل أنت من الضحية إلى


المستفيد.



لا داعي للقلق! تحدث المسامحة والتحرر بشكل عفوي وصادق...


من كل قلبي أتمنى لكم السعادة والطمأنينة الدائمة


من كل بستان زهرة  1378785795_320

هل الغيرة تدمر الحياة بين الزوجين 
الدستور - إسراء خليفات
نسمع كثيرا من الشكاوى لبعض الزوجات بسبب غيرة ازواجهن التي تكون زائدة عن الحد المعقول حيث نجد وصف بعض الازواج يعانون  ويريدون بغيرتهم هذه ان يتملكوا المرأة وكانها خلقت لاجلهم فقط ،حيث يمنعونها من القيام بكثير من الامور التي هي من حقها.

نهر من دون مياه
ترى علياء قاسم ان الغيرة موجودة وتعتقد أنها توابل الحياة الزوجية، وهي تعبر عن الحب وتعني الحب من جانب الزوجة فإن الحياة من دون غيرة كالنهر من دون مياه أما الزوج فيعتبرها تفكيرا ضيقا من جانب الزوجة الغيرة شيء والشك شيء آخر وهذا معناه عدم ثقة في نفس الزوج.
المفرط ليس لديه غيرة
تبين هالة نادر ان هناك ازواجا يحرمون زوجاتهم من اي عمل يكون فيه رجال، ويحد من خروجها من المنزل خشية ان يراها احد ولا يريدها ان تتفوه باي كلمة مع اي رجل اجنبي بالنسبة لها.
وتعتبر هالة ان الرجل المفرط في الغيرة ليس لديه غيرة على نفسه كونه يغالي في غيرته ويترك المجال مفتوحا لدخول الشك في نفسه مؤكدة على ان معظم الازواج يسمحون لنفسهم بان يغاروا كيفما يشاؤون بينما الزوجة محظور عليها ذلك حيث يسكتها زوجها كلما تفوهت بعبارات تدل على غيرتها.
تشير زينب محمد أن هذا الامر يجعل البعض يؤمن بان سيطرة الرجل هي قائمة الى يومنا هذا، فالرجل هو الذي من حقه ان يغار ومن حقه ان يمنع اي شيء يريده حتى المشاعر.
موضحة ان هناك بعض الزوجات اللواتي لا يحببن ان تغار الواحدة منهن ولا ان يغار احد  عليها، فهؤلاء يصفون الغيرة الزائدة بانها صفة من صفات المرض النفسي، قائلة: «أنني أتعاطف مع الزوجة المبتلية بالزوج الذي يمنعها من أقل حركة او تصرف خصوصا وسط مجمتع يسوده رجال.
خلل في نفسيته
ويعتبر عيسى فايز ان الزوج الذي يغار بشكل خارج عن المألوف انسان يوجد به خلل في نفسيته، ولا يستبعد انه يعاني من نقص في شخصيته الامر الذي يجعله يغطي نقصه بطريقة سلبية تعود بالضرر على زوجته التي وقعت ضحية لهذا النقص الذي يعاني منه.
ذاكرا انه سمع عن زوجة ان زوجها لا يريدها ان تملك هاتفا نقالا ويحد خروجها من المنزل، مما تحولت غيرته الى شك قاتل، حيث يبعث احد من اصدقائه لمراقبتها عندما تخرج مع صديقاتها الى المجمع، وما ان يعلم انها ذهبت الى الصالون للتزيين في حال سفره يغضب ويقول لها أن لا تقوم بذلك معتبرا التزين لا بد ان يكون خاص به فقط.
وتؤيده الرأي بلسم يوسف ذاكرة ان هناك زوجة تشعر بانها محرومة من كل شيء جميل في الحياة لكون زوجها لا يريدها ان تعمل او تنخرط في اي نشاط يكون فيه خلط بين رجال ونساء، ويمنعها ان تلبس اي لباس خارجي يكون فيه لون غير الاسود وان كان لونا بسيطا.
مضيفة الى انه لا يريد ان يسمع لها نفسا في حال تواجد رجل غريب في نفس المكان، وما ان تتفوه ولو بكلمة او يصدر منها تصرف وان كان في غاية الاحترام يشب بينهم خلاف حاد جدا يستمر الى أيام ويعتبرها امرأة خارجة عن الحياء ويقوم بوصفها بابشع الاوصاف.
بسبب الجمال الفائق
يقول طايل معاذ :» حسب رأي أن الزوجة التي تعاني كثيرا في حياتها بسبب غيرة زوجها فإن الزوج لا يقوم بكل ذلك من خوفه عليها او حبا فيها وانما مرض متخلل فيه وبعيد عن الغيرة الطبيعية التي لا بد ان تكون بين زوجين.
ويرجع أن سبب هذه الغيرة التي تكون بهذا الشكل الى امرين، اما زوج يغار بشكل غير طبيعي على زوجته التي قد تتحلى بجمال فائق فيريدها لنفسه فقط ولا يريد لاحد ان يراها بتاتا فتصل به الغيرة الى حالة مرضية ويظل الهاجس يطاره دائما.
مبينا الامر الآخر يكون في الرجل الذي يغار على زوجته الجميلة الذي يخشى عليها من نظرات الرجال الغرباء الذي لا يثق في نظراتهم فقد تتخللها نظرة ريبة.
وتقول منار عزيز انه على الرغم من ان هناك الكثير الذي لا يحبذ الغيرة الا ان هناك مواقف قد تستدعي الغيرة وتدل على وجود الحب بين الزوجين فهي تتقبل غيرة زوجها وتصطنعها في أحيان أخرى، ولكن كل شيء في حدود.
وتجد ان الغيرة متفاوتة هناك من تتفشى لديه هذه الصفة وتتحول الى صفة غير مرغوبة قد تصل عند البعض الى ارتكاب الجريمة، فمثل هذه الحالة لا بد ان يسعى الشخص الى التخلص منها وعدم السماح لمثل هذه الصفة بالتغلب عليه لان الحياة الزوجية سوف تتحول الى جحيم.
ويبرر يحيى وصفي بإن الرجل الشرقي غيور بطبعه، مبينا انه مر بخلاف مع زوجته بسبب شعوره بالغيرة عليها لأنها كانت في زيارة لأهلها وعند عودتها قام بتوصيلها زوج شقيقتها معتبرا انه رجل يعتبر غريبا عنها شرعا، قائلأ:» وعندما علمت بتوصيله لها حدث هذا الخلاف الكبير بيني وبينها بسبب غيرتي عليها،
وأعتقد أن الغيرة مطلوبة في هذا الزمان، ونحن مجتمع له تقاليده وعاداته التي يجب أن نحترمها.
يشترط التفاهم
يقول الدكتور الأستاذ المشارك مجد الدين خمش في الجامعة الاردنية إن الغيرة شيء إيجابي وظاهرة صحية ولطيفة بشرط أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين وحب وثقة وأن الغيرة تحكمها الطبيعة البشرية، فهناك شخص غيور بطبيعته وهناك شخص أقل غيرة من الآخر، وأيضا الغيرة تحكمها طبيعة العلاقة الزوجية، فإذا كانت العلاقة صحية وطبيعية تبقي هناك غيرة معقولة، وأيضا إذا تزوج شخص فتاة كانت في مدارس مختلطة فهي تتعامل مع المحيطين بشيء من الحرية، فلابد أن يعرف الزوج طبيعة وتعليم ومعيشة زوجته قبل الزواج، وهناك زوجات يتعاملن مع أولاد العم والخال بتلقائية، وهذا يثير الزوج ويجعله يغار على زوجته بشكل كبير.
ويقول خمش انه لابد أن يدرس الزوج معطيات زوجته وطبيعة بيئتها وينصح كل زوج وزوجة أن يدرس المنطقة الحمراء للآخر وممنوع الاقتراب منها لأن أي شك بين الزوجين يؤدي إلي خراب البيوت وتشريد الأولاد.

من كل بستان زهرة  1378785795_320
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من كل بستان زهرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يا زهرة عمري وايامي
» ملف رثاء والدي... بلا أنت كغريب الدار.. بقلم يسرى محمد الرفاعي ..
» رحل زهرة عمري.. رثاء لوالدي
» ( وردة الجثمان ) زهرة تتفتح كل ست سنوات مرة
» خواطري وقصائدي على صحيفة الفكر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سوسنه بيت دقو :: المُنتَدَياَت الإسّلاَمِيه :: منتدى الموشحات الدينية :: المُنتَدىَ العاَم-
انتقل الى: