???? زائر
| موضوع: رسالة وخطاب للحياة الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 6:41 am | |
|
رسالة وخطاب للحياة
حين تأخذنا مشاغل الحياة و نتخبّط في كل الاتجاهات... حين تأسرنا الهموم و يلعب الألم في حقول أرواحنا...
حين تجرّحنا الأيام بسكاكينها الحادة... حين نطلق مع كل زفرةٍ << آهٍ >> حارقةٍ , فتشتعل معها أوراق ذكرياتنا
المؤلمة و السعيدة معاً.... أخاطبكِ أيّتها الحياة من بيت الأمل عسى أن أطفئ قليلاً من الحرائق التي سكنت
روحي...
أيّها الليل الحزين !! ما لكَ تعكس ما فيَّ من سطورٍ لتُطلِعَ الكون بأكمله على معاني ذاتي ؟؟!!
أيّها القمرُ الوحيدُ في السماء !! إنّني أنا أيضاً وحيدةٌ مثلُك في الأرض.. كلانا غارقان في غياهب الوحدة
الموحشة.. لكنْ أنتَ في سواد الليل , و أنا في ظلمة الحياة...
إنني أرى في عينيكَ نظرةً حزينةً , تترجم خلجاتِ نفسي , فتبعث بضيائك الهادئ اللّطيف ضحكةً آسرةً ترفع
بلمعانها أشرعة الأمل , فترقص لها طيور المساء..
إن بسمتكَ الحزينةَ هذه تشبه ابتساماتي التي تخفي خلف ستار كذبها صدقَ الأحزان التي تجتاحني كلّ لحظةٍ ,
و كأنّهُ حُكِمَ عليَّ حكماً سرمديّاً أن يلبسَني هذا الوجهُ كما حُكِمَ على كلِّ ما في الأرض أن يستحمَّ ليلاً بضوئكَ
اللجينيّ النقيّ...
كفى بالله عليكما !! لقد فضحْتُما أمري أمام الناس و النجوم .. إنني أقرأ في صفحاتكما السوداء و البيضاء كلمات
روحي التي أهمس بها دائماً بصوت صمتي لطالما أخفيتُها طويلاً عن جسدي المتعَب !!
إلهي !!
أعرف أنك تنظر إليّ دوماً بعين العطف و الحنان..
أعرف أنك لن تذرَني وحيدةً أقطّع أوصال الحياة البائسة..
أعرف أن الأمل استمدّ منك نوره و بهاءه , و أن الصفاء سرق منك طهارته و نقاءه ..
إن دموعي التي أصبحت نهراً عظيماً في موضع سجودي بين يديك أغرَقَتْ فيها كل آلامي , و أخمَدَتْ فيها لظى
أيامي الحارقة التي ألهبَتْ قلبي في الماضي البعيد..
إنني كل يومٍ أغتسل بماء هذا النهر خمس مراتٍ , لأطهّرَ روحي من رِجْسٍ الأسى , و لأنقِذَ ذاتي من شراك
اليأسِ , و لأحرّرَ أعماقي من نِيْرِ الحزن الدفين في قيعانها المظلمة..
هكذا هي الحياةُ , و هكذا نحن دائماً...
" إن الحياة كتابٌ مكنونُ , نمرّ على حروفها و كلماتها حاملين معنا أرواحنا المثقلة بالهموم , أرواحاً خُلِقَ فيها
بصيصاً من الأمل , يبرقُ حيناً لينيرَ نفوسَنا , و ينطفئ حيناً لنعيشَ في سوداويّةٍ صنعناها بأنفسنا " ..
إنني الآن أخاطب روحي من مهد الأمل و الابتسامة الصادقة .. من وحي البراءة و الإيمان .. من صدق ما فُطِرَ
عليه الإنسان .. من بين يديّ الرحمن .. أقول لكِ :
انظري إلى الكون بأسره .. انظري إلى السماء..
ترينَ أن الله لم يخلُقِ الليل و ظلامه إلا لندرك قيمة النهار و أنواره .. لم يخلُقِ القُبْحَ إلا لنعرف معنى الجمال .. لم
يخلُقِ المصاعب و المصائب و القسوة و الصبر إلا لندرك حقيقة الفرج .. لم يخلُقِ الحزن و الأسى إلا لنعرف ماهية
السعادة و لنرى إشراقة الابتسامة .. لم يخلُقِ الألم و العذاب إلا لنتعلّم معنى الراحة و نسعد بها .. لم يخلُقِ
اليأس إلا لنتعلّق بحبال الأمل بقوّةٍ و ندرك معناه السامي بصدق الإيمان .. لم يخلُقِ الموت إلا لنتعلّم كيف نعيش
الحياة , و لم يخلُقِ الحياة إلا لنصل إلى عظمته و جلاله ..
هيّا أيّتها الروح البشرية !!! تبرّئي الآن من عبوديتك لكل الأحزان التي تستبيح قدسيتك , فتحيلك لزهرةٍ فقدَتْ
رونقها و نضارتها بعد أن تجرّعت سمّ الآهاتِ من كؤوس الحياة المريرة ..
أجل !! الآن وصلْتُ إلى نتيجة في دنياي هذه ..
إنني زائرةٌ عابرةٌ فيكِ أيّتها الحياة , قد سبقني إليكِ الكثير و سيأتي بعدي الكثير و يعبر معي سبيلك الكثير
الكثير , فأتمنى ألا أكون ثقيلة على أرضك , و أن أسجَّلَ في ذاكرة الأزمان مخلوقةً وجدتْ روحُها في ساحات
الإيمان بخالقها و التضرّع إليه , رياضاً غنّاءَ أينعتْ بورود السكينة و الاطمئنان , و سُقيتْ بماء الأنس بالله تعالى
لتُنقَذَ من وحشة الوحدة و الحزن , ففاحت بأريج الطُّهر و الأمل و الأمان , و أخيراً أقولُ :
ســلامٌ على هذه الدنيا و ما فيها ....................... تكفيني يا ربّي مليكي و سامع أشجاني
أتمنى أن تنال إعجابكم..
|
|