شوقي وحنيني إليك
حبيبي يا ظل الروح وطيف الفؤاد
لقد أغرقني حد الآذقان شوقي وحنيني إليك
يا ترى ألم يحرك الشوق بداخلك
ستائر نوافذ فؤادك
ألم يهرول الحنين باكيا بين دروب شغافك
من شدة شوقك لعيناي وسماع همسي وشجوني
ليتك تعلم أنه في غيابك بت أحتاج إلى عالم أخر
ليس فيه طيفك ولا ظلك
ولا أشياء تشبه أشياءك
ولا ملامح تشبه ملامحك وتفاصيلك
أحتاج لذاكرة لم تسكنها أنت وطيفك
لم تتعلق على أغصانها الطيور متشوقة لهمساتك
أحتاج لذاكرة لم يضاجعها الشوق والحنين بحضورك
لتكون أعماقي وأحشائي بخير وعافية
كيما تخمد نيران الاشتعال بداخلي
وتدثرني خمائل الورد بعبقها وأريجها
همسة ..
سأبقى موعودة بلقاء روحك خارج نطاق التغطية
سيبقى شوقي إليك كجمرة تحرقني وترمد
وتعود تشتعل بين أحشاءك
أحبك جدا جدا جدا
حبيبي سامحني
حبيبي سامحني سامح روحي والفؤاد
كل شيء أخطأ فيك حتى الحروف
حين نقشتها فوق السطور
تبعثرت ارتجفت عاندتني بقسوة
وكسرت القلم وسكبت الآحبار
باتت الدفوف تتمايل كالغواني بقسوة التتار
وهمجية السنونو حين هجرتها من موانىء الروح
الندم أخذني بعنفوان لآغزوا حصون الشوق والحنين
ليتك تأتي من خلف عتمة الفراق
تروضني كما تروض المهرة الأصيلة
وتخترق مسامات الروح بالحنين وباقات الشوق
لنسابق أنفاس الشمس قبل أن تستكين في حجرات الأصيل
ليتك تسمع صوت الحنين بأعماقي كيف يكسرني
كشجرة نخيل أثقلها الرطب
وجفون أثقلها الكرى
يا أنت في غيابك وفراقك
لم يكتفي الأرق
بمستعمراته القديمة
المرصوفة بفسيفساء الغيرة
بل أحتل باقي الأحشاء وأرسى المراكب
على شواطىء الروح بكل أمان..
ليتك تعلم أن أوجاعي بك كثيرة
لم يعد فؤادي قادرا على نقشها
وكتابتها على أوراقي البيضاء
بات كل شيء يفجر ويشعل حرائق في الأحشاء
وينسف الخلايا نسفا..
سأكتفي هذه الليلة بقراءة بعض الألم
وأتعوذ من الشيطان
وأرحل بعيدا بعيدا
خلف غربة عينيك
والحنين إليك
بقلم / يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر