سوسنة بنت المهجر ::: المدير العام :::
عدد المساهمات : 3546 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 64
بطاقة الشخصية خاص:
| موضوع: تهنئة براس السنة ..! الأحد يناير 08, 2012 11:13 pm | |
|
دوما أمتلك أندهاشا من تصرفات من هم حولي فالأندهاش يسكن ويستوطن عمقي وخلايا عقلي. وفراغ ايامنا دوما يسوق لي تفاؤل ،وأمل وحنين وأشواق وغيرذلك الكثير ، اعياد كثيرة يحتفلون بها أخترعوها وصدقوها ويفرحون لها كثيرا وينتظرونها على جمر ونار ، كأنها شيء مقدس أو مفروض من السماء..
اغذي روحي ونفسي ليالي طويلة من خلال عبارات تصلني منهم فيها المعاني والعبر الكثيرة المقصودة وغير المقصودة .. عندما تأتيني كلمة أحبك بتهنئة قلبية في مناسبات كثيرة منقوشة على كارت أو طرف ورقة توت ، أو منقوشة على عناقيد فل وياسمين ، من اي الصديقات أوالأصدقاء أنها تعني لي الكثير تخزن بعمقي تعامل سنين وسنين وليس فقط تلك المناسبة الحزينة او تلك المناسبة التي ننساها بعد لحظات ، أنها تخزن بعمقي مباديء وشخصية ونفسية وأعماق ذاك المرسل ونبضات ذاك الوفي أو المخلصة القابعة على ضفاف وشواطيء الحياة في طرفها الأخر ..
لم يجف مداد اقلام وورق وصفحات بيضاء بما يعودعلينا الزمن ،وأيامنا من خيبات ومآسي وويلات جميعنا نتجرعها بنسب معينة، ومقادير متفاوته ، نعيش الألم والحزن، والجراح تحت سقف مثقوبة ،وخيمة الأنهزامات ،والهروب من خارج أفق سماء أحلامنا وأمنياتنا المتواضعة ، ولكن لكي نرسم ونرتب الأشواق في دورة متكاملة كدورة المشتري أو زحل أو المريخ ، إن الم واثام المجاملات والأحراجات يمشي ويسير في دماؤنا مسرى الدماء من شرايين قلوبنا ويقبع بارواحنا وجوفنا العميق. لدرجة اصبحنا لا نعلم وندري اين نعلق آهاتنا المجروحة !.. اين نخلع ونشلح صخبها وضجيجها!.. اصبحت أناملنا تتالم وتتوه بالعتبات والشرفات التي مسحتها من أجل قضايا اشتياقنا وحنين ارواحنا . اصبحنا نتوه ونتبعثر على أعتاب الزمن، وخصوصا عندما نشاهد أعياد ميلاد لأننا نتوه، ولا نعلم كيف نعزف ونرتل أحلام واغاني زمن تعاقب علينا بالهموم والألم والمآسي والعبر ،نشاهد اشجارهم ونقول ما لنا ولهم لنا أعيادنا التي نفرح بها ولهم أعيادهم واشجارهم التي يعلقون عليها قلوبهم وارواحهم زينة خاوية ، ونشاهد اصنامهم والدمى الخاصة بالهتهم والنيران المشتعلة ابتهاجا بأعيادهم والرسومات والنقوش على أرصفتهم وبيوتهم ، وكيف يعلقون قلوبهم قرابين لها ،وكيف يذبحون اطفالهم من أجلها ،وكيف يتباكون ويذبحون صدورهم ،ويسطحون رؤوس طيورهم الطفلة البريئة..ونتمتم ونهمهم بيننا وبين نفوسنا ما لنا وما لجمال هذه الدنيا الفانية، لم نتقاسم الجمال والمتعة ومباهجها الصاخبة ،ونقول الجنة اقرب منال وابهج قطوفها دانية .. مالنا ومال نيروزهم وغيره من الأحتفالات الصاخبة ..
أمسكت فنجان قهوتي ودلقته على أطراف ثوبي أنه اسود بلون سواد الألم والجراح النازفة في عمقي ،فطوال عمرنا نتجرع الألم اسودا كالحا كظلام الليالي الباردة.
يقولون أحتفالات براس السنة ..واي أحتفال واي سنة تحتفلون بقدومها؟!
لم نشاهد ونتجرع على راسها سوى المذابح واالألم.. أعلموني واخبروني اي راس لسنة جاءت وكلها خير ؟! كل راس سنة لم نشاهد فيها سوى اليمام والطيور تنحر على أعتاب الوطن والفراشات تجلد بكم من السياط والنملات تحرق وتكنس من أرض الديار والوطن، وجميع الأخضرار والنضارة تدفن قبل الأوان ،والأعشاب الصغيرة الرقيقة تسحق وتهرس كحلا لعيون الغواني والنفاق والبعد عن الله . وبعدها يقولون أحبك بكل فخر وشغاف وينقشونها على حرائر القماش ويرسلونها على أجنحة الطيور لتصل قبل أن يفتح الفجر عيونه ويمسح أحداقه ليرى الكم الهائل من التزييف والنفاق! .. وصلني حفيف حروفها يحرق الجوف ويلهب الأنفاس، لم تبقي بين ايدينا سوى حفنة ذكريات مبتورة مصلوبة على الجدران مغلفة بالعذابات والتنهيدات والزفرات ،وكم هائل من التساؤلات التي ليس لها إجابات لفتها الأرصفة والطرقات والأزقة بين المستحيل واللا مستحيل ودفنتها في صدور المعقول واللا معقول من حياتنا وايامنا .. شتاء وكوانين كريسمس البهيج سرقه لصوص وقراصنة محترفون وجوههم غليظة مكفهرة كعاصفة ثلجية وزوبعة رملية عنيدة لا تقهر ولا تجمع إلا بقدرة القادر ..
هؤلاء القراصنة لم يعتقوا الورود الصغيرة في مهدها ولم يرحموها في كبرها قطفوها قبل أن ترضع حليب لبأها وقدموها لأرواحهم الحاقدة وجيرانهم الطاغية ..فصدورهم ونفوسهم الخاوية تعتلجها نيران الحقد والغيرة والضغناء والجفاء ..
هؤلاء تسابق حروف قصتهم وروايتهم وتسوقهم رياح هوجاء مهملة قلبت الموازين العادلة ،وجعلت الأعياد كغرف الأشباح جميعها مظلمة ،وحالكة ملتصق بجدرانها الخوف والرعب بالأطنان ..
همسات وهمهمات فوق ظهر سنين وايام عمري علقت كالقراط بأذني بالكيلوات والأطنان،لوعلموا عيد ميلادي وميلاد حبي لنحروا لي الخراف السمينة ،وربما علقوا وصلبوا جثتي للنسور والصقور تنهشها ايام بليلها الطويل .. لنتفق ونرسم عهدنا الجديد لنجعل أعياد الحب في الجماجم والأكواخ المنسوجة بخيوط العناكب الهشة الواهنة لتتدفأ بجمرات حرمانها الآف السنين ولنشعل العود والصندل بخورا بأجساد المحتفلين برايات أحلامهم وأمنياتهم الواهية، ماذا نقول غير( حسبنا الله ونعم الوكيل )، لقد هاجرت ورحلت الأفراح والسرور، والسعادة حملت فوق الظهور كشيخ هرم واصابه الخرف،تلك الأفراح حجمها كسحابة غيوم وضباب منذ الف سنة، كثيفة كالحة ككلحة وجوه الفسق والنفاق قطعتها ايدي واصابع الخوف والرعب العنيف ، هل نقول أننا البدائية بحد ذاتها ما زالت قابعة في الصدور تحاول فهم وفك طلاسم العقول البشرية وشرهم وكيدهم وأحقادهم على مر العصور ، احيانا كثيرة كلمة أحبك تمتص لهيب الآهات من الأعماق وهلع الخوف من الجوف القابع فيه منذ حقبة لا يبرحه كقرص عباد الشمس كامل الدوران كأنه قمر في ليلته، يأتينا من خلف متاريس ليلنا المظلم لتنيره وتظهر ضيائه مبهرا لعيوننا وأجوافنا ، اتنسم واستنشق تهنئة الجميع بكل الأعياد التي تمر لعباد الله المتسامحين ، كما أستنشق نسمات الصباح وبعدها أزفر زفراتي وكلي يدعوا للجميع بأمنيات وأفراح وسعادة لا تنضب ،ونعود كما بدأنا من أول السلم ننقش الحروف نهنئ الجميع بالأعياد ونحتفل بتلك البدع والخرافات حتى ولو كانت ليست من شعائرنا ولا تمت لنا بعقيدة أودين !!!! .. سوسنة
بنت المهجر
انين الأرض
| |
|