حنين وعتاب تحت شموع خافتة

حينما تعودوا من غيابكم الطويل لا تعودوا لوحدكم
بل أجلبوا معكم بعض مكعبات السكر
لتحلوا أحاديثكم التي سيغلب على طعمها المرار
وعلينا استقبالكم بباقاات الورد

لا تتركني في وسط الطريق كالغرباء
والقطط في المنافي تتقاذفها العواصف الهوجاء
فكلي بحاجة إليك فلا تهملني اكثر هذا المساء
خشية ان يطق لي عرق من عروق العشق النابت في الآحشاء
و تمزق شرايين الآمال من أعماقي كغصن النبتة الغضة الخضراء
وتنزف اوردتي الوجع كالشلال في آذار من سابع سماء
وتجف أعماقي من الحب والسكينة والهدوء
وتتحول دواخلي إلى ينابيع يتفجر منها الجفاء

ﻻ‌ﺗﻔﺴﺪ ﻓﺮﺣﺘﻚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ عليهم
وترقبهم من خلف اشجار الشوق،
ﻭﻻ‌ﺗﻔﺴﺪ ﻧﺠﺎﺣﻚ وفوزك
ﺑﺎﻟﻐﺮﻭﺭ والتعالي على من وقفوا
إلى جوارك وبسطوا اكفهم
لترتفع وتحلق في الاعالي
ﻭﻻ‌ﺗﻔﺴﺪ ﺗﻔﺎﺅﻝ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ ﺑﺈﺣﺒﺎﻃك
وزرع بذور الياس في أعماقهم لتحتل احشائهم
ﻭﻻ‌ﺗﻔﺴﺪ ﻳﻮﻣﻚ الباسم المشرق بنور من تحب

ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﻣﺲ

الذي أحترق بكل ما يحمل من أوجاع ..
دع الاقدار لله يدبر أمرك وييسر امورك ..

هل تدرك معي أنه حينما تغيب
من ايامي ومساءاتي بنبضك وبسمتك
اقلق عليك كثيرا كماتقلق الاشجار
على براعمها ساعة هبوب الرياح والعواصف القوية
اشعر أني كالاشجار أتعرى من أوراقي

والرياح تعصف بي من جميع الآتجاهات
اشعر بصقيع الروح الذي يشتد كصقيع الصحراء
حينما تطل براسك من خلف ستائر المساء ولا تحضر

وكأنك تطمئن على روحي أني بخير

وتعود لتلملم اوراقنا الخريفية المتساقطة هنا وهناك لتنشد منها قصيدة
متناسيا أن روحي كانت عودا صلبا كسرتها الرياح الهوجاء
واصبحت هشة غضة لا تتحمل نسمة الفجر
فلا تتأخر في الحضورلجبر الكسور

تعال نشعل نور أبتسامتنا
لنبدد ظلمة حياتنا
ونبيد التعاسة والآحزان
التي علقت على حيطان قلوبنا

اقترب قليلا من روحي
لتشاهد إبتسامة قلبي
ولمعة عيوني وضحكة محياي
لترى كل ذرة من كياني
كيف تتألق بنور بسمتك
وكيف ترتدي روحي جلباب
من الطهر والنقاء
حينما تلمح طيفك
قادما بلا أحقاد ولا عتاب ..

ليتك تعلم أن المرأة بداخلي
تغلبت على جميع جراحها النازفة
وأطفأت جميع حرائق الصدر
التي سببها الزمن وقلبك بجدارة
ولكن الآنثى بأعماقي شقية مشاكسة
توهمك بالفرح والسرور كلما جرحتها
و أضرمت النيران في قلبها
تبتسم لعيونك وتطوق روحك بأكاليل الفل والياسمين
وتسمح لك بإحتساء القهوة من بين اضلاع صدرها ..

الحياة قاسيةتبدو أمامنا كضوء لاح من نفق
وهجه يتراقص كظل شمعة أنصهرت من شدة القهر والقلق
فلا تساعد الزمن على تمزيق شراييني
وتجلس تراقبني كيف تموت الفرحة بعمقي ببطيء
كما تعلم سئمت كل شيء
ولم يبقى لي سوى نصف شريان موصول بك
فهلا قطعته وتركتني أنزف المر والوجع ..

كانت هنا وذهبت هناك ..
كانت هناك وأتت هنا
كانت بين الدروب تهرول
والدمعة تحفر أوجانها
ولم تجدك في أنتظارها
لتكفكف دمعها وتحتوي نبضها

الحياة في عيوننا أصبحت كالظلال المتراقصة
حول خلخال تلك الغجرية التي تسند براسها
على كتف الآشجار لتتنشق عبير الزهور الجذابة
متلهفة للعشق قبل أن تغطس في بحار الشوق والحنين
وتغفو على شواطيء شمسها متوهجة
تحت ظلال الدفيء ترسم أمانينا
وتخلع عنا معاطف الحزن والبلاء
وتنتشل حطام أرواحنا وتلقي بها في غياهب الجب

وتنقلنا إلى عبق السنا للأف عام مهرولة

لا تتعجل سيخبروك

أنني غفوت بين الآوراق وروحي تنتظرك

وسكنت بين السطور كما تسكن الطيور الآعشاش

وتنفست الكلمات ونثرت عبير زهوري كلمات

وغدوت كالفراشات ارفرف باحثة عن أحلام طفولتي التي لم تكبر يوما

وعن لحن طروب كان يروقني

وعن درب تجولت فيه عيوني قبل أن تهجره القبرات،

علها تصادف نفس أحلامك والتقيك على مدرجات الحياة

بعد أن شاخت وهرمت النظرات ودارت بنا الايام ..
همسة
ما زالت أنفاسي تنتظرك على ناصية العمر
لنبحث عن فجر جديد عن لحن جديد يدخل البهجة لآعماقنا ..

كيف لدغتني مرتين
لا أصدق كيف تركتني على قارعة الطريق كالمشردين
وقلبي على قارعة الوجد ينتظرك بباقات الياسمين
كيف قدرت على لدغي مرتين
كيف فعلت بي ذلك ورحلت دون إستئذان
كيف دسست السم في جيوب قلبي وأغلقت العيون
وجميع أحشائي عنك غافلون
كيف منحتني العهود والمواثيق وهم يعلمون
أنك لن تعود لقلبي رغم الوجع والآنين
هل لامست بنعالك مرة الوجع حين يحروقون
فكيف بقلبي الذي أنت ونبضك وحاشيتك تستوطنون

صباحك حب وفنجان قهوتي

يسرى

سوسنة بنت المهجر

[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img]

ربما علموا قيمة القلوب التي كانت تطاردهم

كالآشباح للنيل منهم
ولو قسطا ضئيلا من محبتهم ..
لن يعلم الآنسان قيمة ما بين يديه إلا بعد فقدانه
أتمنى أن لا نكون من النادمين والخاسرين يوما

الحياة لا تدوم لآحد
ولا يأخذ الانسان منها سوى العمل
ولا يترك فيها سوى الذكرى الطيبة والسيرة الحسنة ..
تحية لكل من يستظل في فيء حروفي ويرتوي من أغاديري ..
مساءكم ورد يا اهل الكرم
وداعا لمن لهم في القلب مكان..
وداعا لمن كانت لهم معنا ذكرى ..

هناك قلب أحترمه وأقدره علمني كيف لا أحتاج إلا لنفسي

في اقسى الظروف وأحلكها ظلمة ..

وكيف أحتضن روحي عند الشدة وكيف أضمدجرحي بعد النزف
كيف أسير في سبات وصمت مهيب عند ثورة ضعفي وإشتياقي
علمني بقسوة الفراق والوداع كيف أرحل بعيدا بعيدا

عن بساتين روحه وقلبه

وأابتلع أوجاع صدري

وأمضغ كل بواقي الآنين وآهات الآحشاء

دون أن ألجأ لطلب المساعدة وجرعات الآحتواء منه أو من غيره ..
علمني بقسوة أن الآنثى يجب أن لا تشتاق بل هي من يشتاق إليها

ويجب إحتوائها من قلوبهم أجمعين..

لكنه رحل وتركها تجتر الحنين وتمضغ أحشاؤها شوقا إليه ..
فتعلمت من صمته الصمت والرحيل وأكتفت بعزفه سيمفونية حزينة دون علمه ..!!

أما زلت تسألني عن مكانتك في قلبي ؟!
غريبة كيف لا تعلم أنك
العيون والآهداب
والروح والكيان
ولا تنسى أنك ذاتي
وبستان حياتي
أنت متاهتي وحكاية مسائي
نجمة فجري وياسمينة عمري
عشق حياتي ونكهة قهوتي
وأجمل همساتي
سأنقش إسمك مطرزا برحيق الورد
على أوراقي ومذكراتي
أنت معنى الحياة بكل منعطفاتها
وبعد كل هذا تسالني
ماذا تكون بحياتي ومن أنا
وماذا أكون بين أضلاع صدرك
أنا طفلتك المدللة ونجمة مساءك
ودمية تلاعبها طيورك
وترفرف الفراشات حول أكتافها
أنا المدللة التي تعشق ظلك وطيفك
تذهلك حينما تمطرك بالآسئلة
ولن اهديك سوى قهوتي وباقة عطر

يسرى
سوسنة بنت المهجر

تطفلت عليه أكثر من مرة
ولكنه أطفأ نور وجهه ونور الحياة
في وجهها ولا يريد أن يعرفها
كيما يغرس الفرح الذي أنتظرته عمرا
بين أوردتها ويحشوه تحت مسامات جلدها..
انتظرته بكل هدوء الارض والسماء
وما يسكن بينهما وتحت ترابهم
ولكنه يهديهاصمته بكل هدوء
ربما لا يعرف أن قلبها
ينزف من رصاصة طائشة
من فرط زحام العشق في قلبها
ما زالت تشعل شمعة الامل
فتأجل موتها لحين اللقاء ..

يسرى
سوسنة بنت المهجر

» شموع تحاكي ضي الروح والقمر
» مجموعه شموع رائعة وقمة الرقي
» أشعلوا شموع الأمل لتزهر حياتكم
» صرخة حنين (رحمك الله يا والدي ) في الذكرى الخامسة لوفاة والدي ..