لماذا نلوم الأم حينما يقتل أطفالها ويتناثر لحمهم في السماء مع الطيور
والعصافيرالهاربة من ظلم الآعداء
هذا ليس ذنبها لأنها لم تعرف كيف تحافظ على زوجها وأبنائها
وعزوتها وكل أحباب قلبها لم تعرف كيف تحميهم من غدر الزمان
وغدر الأعداء لهم رغم أن أعماقها هي مسكنهم وقصورهم ..
أنها لم تعرف الطمأنينه والهدوء وراحة البال..!!
ولم تعرف طعم السعاده أبدآ على مدار حياتها..!!
هل هذا ذنبها أيضآ....؟؟
إنه ذنب تلك الظروف التي جعلت الحجرالأصم ينطق ويتكلم
وجعلت القلب الحزين يشكي ويتألم .. ولا اذن تصغي ولا تسمع ...
إنه ذنب المتأمرين والعملاء على قلبها وقلب وطنها
إنه حالها منذ ولادتها منذ رأت عيونها النور، ومشت اقدامها حافية على ثرى الوطن ،
حيث كتب على جبينها الشقاء والعناء الحرمان ،وكل انواع العذاب التي تخطر على قلب بشر.
منذ أن فتحت عينيها على هذه الأرض الطاهرة المباركة ،
وهي كجمل المحامل تحمل الطيب وتحمل كل هموم الوطن بقلبها الآكبر من أي وطن
لقد صبرت وتحملت،تحملت حرمانها من أجل أجمل شئ في الحياة
وصمتت ولم تتكلم ولم تنبس بحرف واحد ...
حرموها من أجمل إحساس تحسه الأم في حياتها ..
خنقوا ووئدوا الضحكه في قلبها هدموا كل أحلامها وأمنياتها الورديه،
حرموها من الهمسه واللمسه العذبه ،التي تلفهاإتجاه أبنائها وزوجها وأحبائها حرمت وما زالت تحرم ..
وهي صابرة .. صامدة .. حالمة .. شاكرة ..
لا زالت أم المجاهدين الصابرين لازالت في سجل الصامدين يبكي أطفالها من الجوع و البرد القارص ،
ولا زالت تتدثر البرد والخيام التي لا تقي البرد والصقيع ولا تسد رمقهم بلقمة من جوع
تضمد وتلملم جراحهم بالصبروالسلوان، ومنح نفسها بطاقات الأمل ،لا تركع ولا تسجد لغير الله ...
ياااه... يا تقية يا صابرة ..يا صامدة .. يا أم الشهداء والأبطال والأسرى والجرحى وكل متالم و مقهور ..
لذلك نسطر اليوم وندون ..حروفنا وكلماتنا كلها بزهر الورد والرياحين وغصون البان والياسمين ..ونزمزم منها أطواق وأكاليل لنلبسها في عنقك يا ام الجميع، أنك من تستحقين الحياة بحق تستحقين أن تحيا نبضاتك في كل ثانية وتعود الحياة الخضراء لجميع أجزائك بعد أن جفت واصبحت خريف ..فكما تعلمون المرأة وخصوصا المرأة الفلسطينية من فصيلة الورود والزهور ذات العطر والشذى الفواح وخصوصا الورد الفلسطيني الكريم النادر، فهي تجاهد وتجود بنفسها وتنشر عبيرها لكل من حولها حتى تذبل وتنطفيء وتذوي ولا يبقى إلا شوكها وأنصالها مدافعة به عن آخر قطرة دم تقطرها أنفاسها ..
ولكنها ستبقى الوردة الفواحة بريح المسك والعنبر ويشهد لها التاريخ بذلك وكل العالم برغم نسيانه لها .
هي تطلب الحياة الأخرة والجنة مأوى لها ولروحها الطاهرة النقية الزكية ..ولكن مهما تكالبت عليها الأيام والأحزان والهموم والسنين وإقتلعتها كالأشجار من جذورها، ستبقى خالدة كأشجار الزيتون ممتدة في عيون بني صهوين والأحتلال وكل من يشد على ايديهم.
ستبقى رائحتها ذكية فواحة تحكي لنا أسطورة وردة أفنت حياتها وروحها لتسعد غيرها بجمالها وبعبق رائحتها ..
أنا دائما أقول الوردة والزهرة الفلسطينية سوف تبقى من أجمل وأروع الأزهار والورود على الأطلاق رغم ما يظهر لنامن ذبولها وإنحنائها فهي من تضحي وتجود بفلذة كبدها وبنفسها الطاهرة وبكل ما تملك في كل وقت وكل حين
فكل إنسان في هذا الكون يتمنى أن يكون وردة من وردات فلسطين الحبيبة.. وخصوصا وردة من وردات غزة الهاشم..غزة العزة والصمود فالمرأة الفلسطينية..الزهرة الفلسطينية لايهمها هطول الأمطار بغزارة القنابل والرصاصات على راسها وقلبها، لأنها
سوف تكون أصلب وأقوى ويبقى قلبهاوردة فواحة
تغمر الجميع برقتها وعذوبتها وعطرها وشذاها ..
يسرى
سوسنة بنت المهجر