أنا النخلة الباسقة

وكأني كنت كالمشعوذة اقرا الغيب واعلم أنك
ستشكي لي وجعك وقد أدمنتك على ذلك الوجع
دون أن تعلم أن جوفي مليء بوجع وجعك
أليس هذا بالوجع ايها الوجع .؟
واصبحت وامسيت أنتظرك تسرد لي همك
الذي تراكم على نبضي وتعكز على كتف مسائي
كما يهمك ويحزن روحك وقلبك
وليتك تأتي كل مساء
لتكمل لي باقي وجعك
فقلبي موصد بشكل يسمح لك بالعبور
دون ان تراك الفراشات

لا ادري من وجد فينا الآخر
علما قيما نحن أم الحب
فكلانا غفى على سطور القصيد ترنيمة وجد
ولو لم تفوح عطور هذا وهذه وتلك من الزهور
لما شدت وغردت قلوبنا على أغصان العشق
ولما نقشت قلوبنا الحب على صفحات العمر
إذا كلانا قيم وكلانا يكمل الآخر
ولو بكلمات وحروف مبعثرة فوق السطور
ايقظت المشاعر بالمحبة وتذكيرها بالخير
خشية أن تغفو ولا تصحو باقي العمر
همست لنا النجوم أن ترفقوا في قلوب العباد
ولا تطلبوا الود من جاهل
ولا من قلب لا يخشى الله في علاه
فإن القلوب تهان وتذبل كبتلات الورد
في ايلول وغيرها من باقي شهور السنة
إن لم تسقى بماء الحنين والشوق
وتمتد جذورها في أعماق القلوب الدافئة
إنها تكسر كجناح الطير المحلق في السماء
من أدنى نسمة هواء باردة

بعد رحيلك من أجوائي
بعد رحيلك من عالمي
وهجرتك من فضائي
أغلقت ابوابي
وأطفأت أنواري
وتخليت عن شرفاتي
وكل ما تشعر به الان روحي وأعماقي
تبعثر وضياع وتوهان حتى أعناق السماء
أحترقت أحشائي
وتصدعت أضلاع صدري
وتهدلت أغصاني
وتاهت مني حروفي
وتبعثرت كلماتي
في الزحمة بين الدروب
لم يبقى مني سوى أعجاز نخل خاوية
هذه أنا الآن

أن أحزاني اصبحت كثيرة ليس بوسعي إحصائها
واصبحت جراحي تتسع بإتساع مدن كبيرة
مع روابيها وحقول القمح فيها ..
واسير على اقدامي ولكن القلب ليس بالحي..